يحلّ شهر رمضان في شهر أوت المقبل أي في ذروة الموسم السياحي. وبدأت هذه المسألة تثير مخاوف المهنيين وأصحاب الوحدات السياحية من إمكانية تراجع السياحة المغاربية والداخلية ما سيكون له انعكاس سلبي على مردودية القطاع السياحي في تونس وتراجع المداخيل السياحية…
مخاوف من تراجع السياحة التونسية في شهر رمضان |
يحلّ شهر رمضان في شهر أوت المقبل أي في ذروة الموسم السياحي. وبدأت هذه المسألة تثير مخاوف المهنيين وأصحاب الوحدات السياحية من إمكانية تراجع السياحة المغاربية والداخلية ما سيكون له انعكاس سلبي على مردودية القطاع السياحي في تونس وتراجع المداخيل السياحية.
والثابت أن السياحة المغاربية من خلال توافد مئات آلاف السياح الليبيين والجزائريين للسياحة في تونس، أضحت تشكّل أحد أهم روافد التنمية السياحية علاوة على الحركية التجارية الملحوظة التي تضفيها على النسيج الاقتصادي للبلاد.
وفي إطار الإعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك خلال السنوات المقبلة حيث يتزامن موعده مع ذروة الموسم السياحي الصيفي، تمّ بعث على مستوى وزارة السياحة، لجنة تعمل على إرساء إستراتيجية على المدى القصير والبعيد للنظر في السبل الكفيلة لإنجاح الموسم باعتبار خصوصيات العادات والتقاليد الاجتماعية والتجارية بمناسبة هذا الشهر المبارك.
واعتبارا لخصوصيات الأسواق العربية والمغاربية التي تولي أهمية كبرى للجانب الديني والعلاقات الأسرية خلال شهر رمضان، يتقلّص الإقبال على السفر والسياحة ويعوّض بالتوجه لزيارة البقاع المقدسة وأداء مناسك العمرة.
وانطلاقا من الأجواء الرمضانية التونسية التي تتناسب مع المتطلبات والطقوس المتعارف عليها في البلدان العربية والمغاربية تنكبّ الوزارة على الإعداد لخطّة ينتظر الشروع في تنفيذها خلال الموسم الصيفي.
وتتضمّن هذه الخطة التعريف بالأجواء الرمضانية بتونس والتحسيس بإمكانية قضاء العطلة الصيفية في شهر رمضان بتونس واستغلال المهرجانات الثقافية والفنية خلال الصائفة والتعريف بها، إلى جانب حثّ وكالات الأسفار لتقديم عروض مهمة للسواح العرب والمغاربة وتحفيز أصحاب النزل والفضاءات السياحية على إقامة عروض ثقافية وفنية داخل فضاءات الفنادق، وحثّ شركات الطيران على تقديم أسعار تشجيعية ودعوة المهنيين إلى تقديم خدمات فندقية حسب طقوس شهر رمضان كموائد الإفطار والسهرات ووجبات السحور والسباحة ليلا بالمسابح والشواطئ.
أما الإشكال الذي قد يعترض السياحة التونسية أثناء شهر رمضان، فيتمثل في السياحة الداخلية وقد يتمّ تسجيل عزوف من التونسيين على قضاء العطل الصيفية في النزل باعتبار أن العادات والتقاليد في تونس تفترض أن التونسي يحبّذ قضاء شهر رمضان بين أهله وذويه وأن من مزايا هذا الشهر المبارك هو لمّ شمل العائلات على وجبة الإفطار وهي مسألة قد تؤثر سلبا على مستوى التوافد على النزل والوحدات الفندقية.
وحتى إن استشرف المهنيون تحسّن الوضعية بعد شهر رمضان، فإن ذلك يبدو صعبا نسبيا وذلك لعدة اعتبارات موضوعية لعلّ أبرزها أن شهر رمضان يكون استنزف ميزانيات العائلات لأن ذروة الاستهلاك ترتفع بشكل كبير في شهر رمضان، كما أن بعد انتهاء رمضان تكون العائلات تستعدّ للعودة المدرسية وما يتطلب ذلك من رصد لميزانيات إضافية وهو ما قد يجعل عملية تنسيق السياحة الداخلية أثناء شهر رمضان وبعده أمرا متعسّرا مما يولّد وضعية "محرجة" للقطاع السياحي في تونس لا سيما وأن شهر رمضان سيظلّ يتزامن لعدة سنوات في ذروة الموسم السياحي!
|
م. م |