يبدو أن انحباس الأمطار في عدّة مناطق من البلاد سيؤثر سلبا على صابة الزراعات الكبرى لاسيما على إنتاج الحبوب لهذا الموسم. واستنادا إلى المعاينات الميدانية أظهرت تقارير رسمية أنّ 37% من مساحة الحبوب الجملية المبذورة أي ما يعادل 464 ألف هكتار تعتبر في وضعية صعبة للغاية
تونس: 37 بالمائة من مساحة الحبوب المبذورة في وضعية صعبة |
يبدو أن انحباس الأمطار، مؤخرا، في عدّة مناطق من البلاد سيؤثر سلبا على صابة الزراعات الكبرى لاسيما على إنتاج الحبوب لهذا الموسم.
واستنادا إلى المعطيات المناخية والمعاينات الميدانية أظهرت تقارير رسمية أنّ الحالة العامّة لمزارع الحبوب تتراوح بين الحسنة والحرجة.
وكشفت هذه التقارير أن 37% من مساحة الحبوب الجملية المبذورة أي ما يعادل 464 ألف هكتار تعتبر في وضعية صعبة للغاية.
وتشمل هذه الحالة المساحات المطرية ببقية المناطق شبه الجافة بالشمال ومناطق الوسط والجنوب. وبما أنّ الإنبات بهذه المناطق كان ضعيفا جدا وغير متجانس فإن حالة النموّ في هذه المساحات تبقى شديدة التأخر. مع العلم أن الوضع المناخي الحالي لم يعد يسمح بتحسين هذه المساحات.
وأظهرت التقارير أن 26% من مساحة الحبوب الجملية أي ما يوازي 329 ألف هكتار تعتبر في حالة متوسطة. وتشمل المساحات المطرية بالمناطق شبه الجافة العليا والمتوسطة على غرار جنوب ولايات باجة وجندوبة والكاف.
ويتراوح نمو هذه المزروعات بين مرحلتي الصعود وبداية التسنبل. وقد واجهت هذه المزروعات في موسم البذر ظروفا صعبة نتيجة نقص الأمطار.
وعلى الرغم من نزول كميات من الأمطار الشتوية التي حسنت الوضعية العامّة للمزروعات ومكنتها من مواصلة نموها بشكل متأخرا نسبيا، فإنّ غياب مخزون مائي في التربة في ظل إنحباس الأمطار وارتفاع في درجات الحرارة يجعل الحالة العامّة لهذه المزروعات غير مستقرة ومرجحة للتدهور خلال الأيام القليلة القادمة في صورة تواصل الظروف المناخية السائدة حاليا.
في المقابل، أظهرت التقارير أنّ 37% من مساحة الحبوب الجملية المبذورة أي ما يساوي 466 ألف هكتار هي في حالة حسنة. وتشمل أساسا المناطق السقوية والمناطق الرطبة وشبه الرطبة على غرار ولاية بنزرت وشمال ولاية باجة، حيث يتواصل نمو المزروعات بفضل توفر مخزون مائي بالتربة في انتظار نزول كميات إضافية من الأمطار خلال هذا الشهر (أفريل).
ويتراوح نمو هذه المزروعات بين مرحلتي نهاية التسنبل والإزهار. وقد ساعدت الظروف المناخية السائدة الفلاحين على القيام بعمليات العناية من تسميد أزوطي ومقاومة الأعشاب الطفيلية والأمراض الفطرية التي شهدت انتشارا نسبيا نتيجة توفر الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة خاصة بالنسبة إلى التبقع السبتوري وقد تمت دعوة الفلاحين إلى مراقبة تطور الأمراض والتدخل بالمداواة عند الاقتضاء. |
م م
|