أيّة حلول أمام الأسر التونسية لمواجهة المواسم الاستهلاكية؟

يمتاز فصل الصيف لهذه السنة في تونس بخصوصية تستدعي الانتباه وهي تواتر  العديد من المواسم الاستهلاكية المتسمة بكثرة الإنفاق والتي فرضتها الرزنامة القمرية (رمضان، عيد الفطر، العودة المدرسية، عيد الأضحى…). والسؤال المطروح ضمن هذا الاطار هو كيف ستتصرف العائلات التونسية تُجاه هذا السيل الاستهلاكي؟

والثابت هو أن الإنفاق الأسري سيرتفع بشكل ملحوظ ما سيؤثر حتما على مؤشر الأسعار، وبالتالي سيرتفع التداين الأسري مُجدّدا من خلال لجوء عديد العائلات إلى القروض الشخصية من البنوك أو طلب التسبقة على الأجور من المؤسسات أو أيضا طلب سُلفة.

ومن الحلول التي سيقع اتخاذها للتقليص من وطأة المسألة هي الإسراع بتقديم موعد الصولد الصيفي والتحرّك السريع من طرف هياكل وزارة التجارة للضغط على الأسعار مع إمكانية اللجوء إلى تحديد أسعار بعض المواد الاستهلاكية الحسّاسة.

وتجدر المُلاحظة أن دور المعهد الوطني للاستهلاك سيكون هامّا ومرجعيا وستكون هذه الصائفة اختبارا حقيقيا له كهيكل يُعنى برصد كل المظاهر الاستهلاكية والحرص على مُعالجتها.

ومن هذا المُنطلق تفيد المعطيات التي استقيناها من المعهد أنه سيعمل على معاضدة برامج الهياكل والمنظمات على تخطي هذه المواسم الاستهلاكية بسلام من خلال توعية هادفة وتطوير بدائل تُخفّف من ثقل هذه المواسم وتُؤمّن حسن التصرف في ميزانية العائلة.

وهذا كلّه ضمن خطة عمل تأخذ في الاعتبار خصوصيات هذه المواسم، تقوم على المساهمة في كل التظاهرات التي تنظمها الهياكل المعنية بالشأن الاستهلاكي وإجراء استبيانات ميدانية تتناول كيفية تعاطي المستهلك التونسي مع تلاقي المواسم ومحاولة رصد السلوكيات السلبية في منحى يهدف إلى إيجاد الحلول العملية لمجابهة النفقات المتزايدة للأسر.

ومن جهة أخرى شرع المعهد منذ مدة في إنجاز دراسة لتشخيص السلوك الاستهلاكي التونسي ومدى تأثر الإنفاق الأسري، وهي دراسة تهدف إلى تحليل السلوكيات الاستهلاكية والميولات الملحوظة في هذا المجال.

وعلى صعيد آخر، وضع المعهد اللمسات الأخيرة لمجلّة تلفزية أسمها "عُيون المستهلك" تُعنى بالشأن الاستهلاكي وتُبث كل أسبوع على قناة "تونس 7 " بحيّز زمني وجيز (من 2 إلى 3 دقائق) تحتوي على مُصافحات استهلاكية تُؤسّس لمشهد مُدقق لمحور استهلاكي مُعين.