تونس: أسعار من نار في اليوم الأوّل من رمضان

على الرّغم من أنّ كل تطمينات المسؤولين و التأكيد على الحرص على الضغط على الأسعار والمساهمة في الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن وأنّ كل المنتوجات متوفرة وبأسعار معقولة ومناسبة، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك بحيث اشتعلت الأسعار في اليوم الأوّل من رمضان

تونس: أسعار من نار في اليوم الأوّل من رمضان

 

على الرغم من أنّ كل تطمينات المسؤولين و التأكيد على الحرص على الضغط على الأسعار والمساهمة الملموسة في الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن وأن كل المنتوجات متوفرة وبأسعار معقولة ومناسبة، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك.

 

فخلال اليوم الأوّل من رمضان اشتعلت الأسعار في عديد المنتوجات وخاصّة الخضر والغلال، وقفزت هذه الأسعار إلى مستويات عالية تبعث على الحيرة والانشغال من جرّاء رمضان وكذلك التصرفات غير المسؤولة من المواطنين الذين رغم الشطط الملحوظ في أسعار الخضر والغلال واصلوا الإقبال على الشراء بكل لهفة.

 

وفي جولة قمنا بها في الأسواق الشعبية بالعاصمة على غرار باب الفلّة وباب الجزيرة والسوق المركزية لاحظنا بشكل ملموس الارتفاع الهام في غلاء أسعار عديد المنتوجات وبالأخصّ الغلال فقد تراوح سعر الكلغ من البطيخ بين 600 و700 مليم  والخوخ "بوطبقايا" ما بين 2300 و3800 مليم، أمّا الأجاص فقد تراوح سعره ما بين 1200 و1400 مليم للكلغ. وفي نفس سياق المنحى التصاعدي للأسعار وصل سعر العنب إلى 2850 مليما للكلغ.

 

وبخصوص أسعار الخضر فلم تشذ بدورها عن قاعدة الارتفاع فقد تراوحت أسعار الفلفل ما بين 700 و1000 مليم للكلغ والطماطم ما بين 300 و400 مليم والبصل ما يبن 400 و450 والبطاطا ما بين 600 و700، في حين ارتفع مثلما كان متوقعا سعر المعدنوس إلى 700 مليم وفي أفضل الحالات إلى 400 مليم للحزمة.

 

وبالنسبة إلى أسعار الأسماك فحدّث ولا حرج فقد قفزت إلى مستويات قصوى من الصعب أن يقدر عليها المواطن صاحب الدخل المتوسط فقد بلغ سعر الوراطة 13 دينار ووصل سعر التريليا إلى 12 دينارا أمّا "الغزال" أو" الماكرو" فقد كان سعره نسبيا رحيما إذ تراوح ما بين 2700 و3700 مليم للكلغ كما أن "النزلّي" تراوح بين 7 و7,5 دينار.

 

الأمر الثابت هو أن الواقع مغاير تماما عمّا عرضه المسؤولون عن التزويد والأسعار من معطيات وبرامج تتصل بانتظام التزويد والحرص الكبير على الضغط على الأسعار، فقد بان بالكاشف أن حقيقة السوق تختلف تماما عن لغة المكاتب والأروقة في الوزارات وهو ما تجلّى في اليوم الأوّل من شهر الصيام الذي اشتعلت فيه الأسعار غير مبالية بالقدرة الشرائية للمواطن.

 

وللموضوعية والحياد فإن المستهلك التونسي يساهم بنسبة كبيرة في إلهاب الأسعار وإشعالها من خلال إقباله بلهفة وبشغف عن اقتناء كل المنتوجات مهما كان سعرها مرتفعا أو جودتها متدنية، المهمّ بالنسبة إليه هو مواكبة مهرجان اللهفة والتسرّع الذي عوّدنا به التونسي كل شهر رمضان.

 

م.م

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.