يشرع سفير أمريكا بتونس غوردن غراي في زيارة إلى بلده، أوكتوبر المقبل، في مهمّة قال إنها ستكون بمثابة جولة تعريفية بمزايا الاستثمار في تونس. وسيكون غراي بمثابة “سفير تونس في أمريكا” لأنه سيسعى للفت أنظار المؤسسات الأمريكية للتعرّف على أحد أبرز اقتصاد مغاربي
غوردن غراي يروج لصورة تونس بأمريكا |
يشرع سفير أمريكا بتونس غوردن غراي في زيارة إلى بلده، شهر أوكتوبر المقبل، في مهمّة قال إنها ستكون بمثابة جولة تعريفية بمزايا الاستثمار في تونس. وستشمل هذه الجولة زيارة بعض مدن أمريكية منها نيويورك وهوستن وشيكاغو وغيرها…
وسيكون غوردن غراي بمثابة "سفير تونس في أمريكا" لأنه سيسعى إلى لفت أنظار المؤسسات الأمريكية للتعرّف على أحد أبرز اقتصاد مغاربي، استطاع أن يحقق نسبة نمو بـ3 بالمائة زمن الأزمة الاقتصادية.
ويأتي الإعلان عن هذه المهمّة في وقت أطلقت فيه الولايات المتحدة العنان لبعثات رجال أعمال أمريكيين، للاطلاع على على حوافز الاستثمار التي تضعها تونس على ذمّة المستثمرين الأجانب.
كما تأتي بعد زيارة أداها وزير الشؤون الخارجية كمال مرجان إلى أمريكا في أفريل الماضي بدعوة من هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، في اطار مزيد تعزيز العلاقات بين البلدين.
ومنذ أسبوع، زار تونس وفد متكوّن من رئيس الغرفة التجارية العربية الأمريكية الوطنية دافيد حامود (الذي سبق وأن زار تونس عديد المرات) وممثلين عن 5 شركات أمريكية جاءت لربط اتصالات مع رجال الأعمال التونسيين.
والغرفة التجارية العربية الأمريكية الوطنية هي عبارة عن مؤسسة تهتمّ بتقوية والارتقاء بالشراكة الاقتصادية بين المستثمرين في الدول العربية ونظرائهم الأمريكيين.
وتتمتع تونس بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، رغم بعض الانتقادات الموجهة في الملف الحقوقي. وتتوزع مجالات التعاون بين البلدين على عدّة مستويات. فمنها ما هو أمني وعسكري ومنها ما هو سياسي واقتصادي…
لكن إلى حدّ اليوم لم يرتق هذا التعاون إلى مستوى أكثر متانة. فقط 20 ألف سائح أمريكي يأتون سنويا إلى تونس. ولم يتجاوز حجم المبادلات التجارية مع أقوى اقتصاد في العالم، 800 مليون دينار عام 2009.
ما السبب؟ ضعف حملات الترويج لصورة تونس؟ تقصير من الغرف التجارية الأمريكية؟ عدم دراية المستثمرين بمناخ الأعمال في تونس؟ أم أنّ المستثمرين الأمريكييين لا يهتمون أصلا بالاستثمار في بلد يفتقر إلى الثروات الطبيعية؟
قد يكون هذا أو ذاك. فالعلاقات التونسية الأمريكية ما زالت متواضعة ومحتشمة. واقتصاد تونس مازال مرتهنا بالاتحاد الأوروبي. حوالي 80 بالمائة من المبادلات التجارية تتمّ مع دول أوروبية في ظلّ تعطل شريان الحياة في الاتحاد المغاربي وركود التجارة مع بلدان آسيا وأمريكا.
لكن مالذي دفع الولايات المتحدة لتوجيه أنظارها عن كثب إلى المغرب العربي وتونس؟ فإضافة إلى الوفد الذي ترأسه رجل الأمال الأمريكي المعروف دافيد حامود، كانت أمريكا قد أرسلت، شهر فيفري الماضي، بعثة رسمية أخرى تضمّ وفدا اقتصاديا من الطراز العالي.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون بوجود امتيازات قوية للاستثمار بتونس: الاستقرار السياسي وعدم وجود كوارث طبيعية، بلد ليس لديه أعداء كثر، وموقع جغرافي استراتيجي، مناخ استثمار مشجع وعلاقات ديبلوماسية طيبة، وشهادات دولية بالنجاحات التونسية…
لكن ربما تسعى أمريكا إلى إعادة توزيع الأوراق من جديد في منطقة شمال إفريقيا للحصول على حصة أكبر من هذه السوق، حيث باتت المنافسة بين الاتحاد الأوروبي والصين على أشدها.
وأبرز دليل على الاهتمام الأمريكي المنصب حاليا على السوق التونسية هو سعي عديد المؤسسات الأمريكية لتصدير علاماتها وسلعها إلى تونس.
إذ سيشهد الصالون المتوسطي الثاني المتعلق بـ"الفرنشيز" –من 01 إلى 03 ديسمبر المقبل- مشاركة مؤسسات أمريكية لعقد شراكات مع مستثمرين تونسيين وتصدير علاماتها الأصلية إلى تونس، خصوصا بعد وضع اطار قانوني يضبط نشاط الفرانشيز (عقود الاستغلال تحت التسمية الأصلية) وقائمة القطاعات المعنية به. |
خ ب ب |