انتهى تصوير آخر مشاهد الفيلم التونسي العربي المشترك “مملكة النمل” للمخرج شوقي الماجري بإحدى جهات زغوان، الثرية بمناظرها الخلابة. وتبلغ ميزانية الفيلم حوالي 2 ملايين دولار. ويتفاوض حاليا منتجه نجيب عياد مع شركة توزيع عالمية لترويجه في السوق الأوروبية
"مملكة النمل".. فيلم تونسي عربي يبحث عن العالمية |
انتهى تصوير آخر مشاهد الفيلم التونسي العربي المشترك "مملكة النمل" للمخرج شوقي الماجري، يوم الخميس، بإحدى جهات زغوان، الثرية بمناظرها الخلابة.
ويروي الفيلم معاناة الفسطينيين في ظلّ الاحتلال الصهيوني. ويحكي قصة حب بين شاب مقاوم (طارق) و(جليلة) اللذين ينجبان طفلا (سالم) تلده أمه في السجن فيتبع خطى أبيه إلى أن يسقط في الانتفاضة دون أن يتمكن والده المطارد من رؤيته.
ويقول الماجري إنّ فيلمه "يراوح بين الواقع المرّ الذي يعيشه الفلسطينيون فوق أرضهم" (وهو واقع مليء بالألم والحزن والدمار جراء عمليات سفك الدماء والاعتقالات التي يمارسها جيش الاحتلال) "وبين الحياة الباطنية داخل مغاور المدن الفلسطينية، التي لجأ إليها الفلسطينيون بحثا عن الهدوء والحب والولادة والحياة والهوية والجذور…".
ونفى الماجري أن يكون فيلمه يتحدث عن المقاومة الفلسطينية تحت الأنفاق مثلما يحصل في قطاع غزة، موضحا أنّ المغاور التي يتحدث عنها في فيلمه ترمز إلى الهوية والتمسك بالجذور الحضارية وبأرواح الشهداء الفلسطينيين…
وانطلق تصوير المشاهد الأخيرة من الفيلم، يوم 18 سبتمبر الماضي، في عدّة مناطق بتونس (تونس، سوسة، جندوبة، الكاف، زغوان، المنستير، الجم…).
علما أنّ أغلب المشاهد تمّ تصويرها بسوريا. وسيقع تحميض الفيلم بمخابر في بولونيا، على أن تتمّ عملية المونتاج بسوريا، والصوت والميكساج بتونس. ومن المنتظر أن تجهزة النسخة الأولى من الفيلم في مارس 2011.
ويشارك في التمثيل كل من الممثلة صبا مبارك والممثل منذر رياحنة والممثل جميل عواد والممثلة جوليات عواد والممثلة صباح بوزيتة والطفل عبد اللطيف عثمان، وكذلك الممثل عابد الفهد.
وهذا هو أول فيلم طويل للمخرج شوقي الماجري، الذي حصد عدّة جوائز عربية وعالمية. وفي رصيده إلى حدّ الآن 11 مسلسلا دراميا ("تاج من شوك" عام 1997، و"الأرواح المهاجرة" عام 2001، و"عمر الخيام" عام 2002، و"شهرزاد" عام 2004، و"الطريق الوعر" عام 2005، و"الأمين والمأمون" عام 2006، و"الاجتياح" عام 2007، و"أبو جعفر المنصور" عام 2008، و"إسمهان" عام 2008، و"هدوء نسبي" عام 2009).
علما أنه أنتج ستة أشرطة القصيرة في بولونيا حيث درس الإخراج السينمائي، وشريطين قصيرين في تونس وشريط قصير بسوريا، حيث يعيش حاليا.
وتبلغ ميزانية الفيلم حوالي 2 ملايين دولار، على حدّ قول المنتج التونسي نجيب عياد، الذي كشف أن الفيلم لم يلق تجاوبا في بادئ الأمر من قبل وزارة الثقافة، التي غيّرت من موقفها بعد ذلك ودعمت المنتج التونسي بحوالي 26 بالمائة من تكاليف الإنتاج.
وأنتج نجيب عياد العديد من الأعمال التلفزيونية على غرار مسلسل "صيد الريم" و"مليحة"، اللذين عرفا نجاحا جماهيريا في تونس.
واشترك نجيب عياد (الذي يدير شركة "الضفاف للإنتاج") في إنتاج فيلم "مملكة النمل" مع شركات عربية وهي "إيبلا الدولية" (سوريا) و"سانيلاند" (إحدى شركات راديو وتلفزيون العرب ART )،و هيئة الإذاعة والتلفزيون-قطاع الإنتاج (مصر).
وكشف نجيب عياد أنّ هناك بعض الفضائيات العربية تقدمت بعروض لشراء حقوق بث الفيلم، مضيفا أنّ شركائه في الإنتاج هم في الأصل موزعين سينمائيين وبالتالي فإن ترويج الفيلم سيجد سهولة كبيرة، على حدّ قوله.
وفيما يتعلق بالتوزيع العالمي، قال بن عياد إن فيلمه يبحث عن العالمية وإنه بصدد التفاوض مع موزع عالمي لترويج الفيلم في دول أوروبية. وأشار إلى أنّ هناك إمكانية لدبلجة الفيلم إلى لغات أخرى في حال كان هناك طلبا عليه.
لكنه لم يخف شكوكه حول قدرة الفيلم على نيل جوائز عالمية، مشيرا إلى وجود "تأثير لوبي الصهيوني" على المهرجانات الدولية، وهو "لوبي" يرفض الأعمال التي تتحدث عن معاناة الفلسطينيين أو المقاومة، على حدّ قوله.
لكنه، يأمل أن يحصد الفيلم على العديد من الجوائز في المهرجانات العربية.
|
خ ب ب
|