دخل عشرات الصحفيين في إضراب ردّا على قتل متظاهرين بالرصاص، فيما تجتاح البلاد موجة من الاحتجاجات طالت عددا كبيرا من الجامعات والمدارس. وهاجم عدد من الصحفيين الإعلام الرسمي أعقاب سقوط قتلى وجرحى من بين المدنيين، منددين بالتعتيم على الأحداث
إضراب صحفيين تونسيين احتجاجا على إطلاق النار |
دخل عشرات الصحفيين – الثلاثاء- في إضراب داخل مؤسساتهم ردا على قتل متظاهرين بالرصاص، فيما تجتاح البلاد موجة من الاحتجاجات طالت عددا كبيرا من الجامعات والمدارس بكل الولايات.
وهاجم عدد من الصحفيين –أمس- الإعلام الرسمي أعقاب سقوط قتلى وجرحى من بين المدنيين، منددين بالتعتيم على ما وصفوها "مجرزة" بحق أهالي القصرين تالة وسيدي بوزيد ومكثر…
وبثت قناة (تونس 7) –أول أمس- صورا لمؤسسات عمومية محروقة ومخربة قالت إنّ متظاهرين وراءها، وبررت إطلاق النار عليهم بقولها إنّهم لم يتراجعوا رغم تحذيرات قوات الشرطة والحرس.
ولم تظهر القناة العمومية صور الضحايا، ما أثار غضب الصحفيين الذين دقوا ناقوس الخطر من داخل نقابتهم، داعين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار على المدنيين كمطلب أساسي للتهدئة.
وكردّ فعل على استخدام الرصاص ضدّ المتظاهرين، اتفق الصحفيون -الذين اجتمعوا في نقابتهم وسط غياب ملفت لرئيس المكتب التنفيذي جمال الكرماوي- على القيام بإضراب عام داخل مؤسساتهم يوم الثلاثاء 11 جانفي 2011.
كما طالبوا بتشكيل لجنة وطنية لتقصي الحقائق بالمناطق المضطربة لتحديد المسؤوليات والظروف الكامنة وراء إطلاق النار على المتظاهرين.
من جهة أخرى، طالب الصحفيون بسحب الثقة من المكتب التنفيذي الحالي معتبرين أنه "متواطئا" مع السلطة. ودعوا إلى تأخير موعد إجراء مؤتمرهم المقرر عقده يوم 16 جانفي بسبب الوضع المتأزم.
في الأثناء، تتواصل لليوم 23 على التوالي التحركات الشعبية والاشتباكات بعديد المدن. وقال نقابيون –أمس- إنّ اشتباكات عنيفة جدّت بالقصرين (جنوب)، أسفرت عن وقوع قتلى. لكن وزارة الداخلية لم تعلن عن مقتل أي شخص.
وفي تونس، تظاهر –أمس- مئات المتظاهرين في ساحة الباساج بقلب العاصمة وخرجوا في مسيرة هاتفين بحرية التعبير والتظاهر.
كما خرج الآلاف من الطلبة من الجامعات والتلاميذ من المدارس والمعاهد للتظاهر بمناطق متفرقة من العاصمة، معبرين عن غضبهم على إطلاق الرصاص على المتظاهرين.
وتظاهر آلاف الطلبة والتلاميذ ببنزرت في مسيرات حاشدة جابت الشوارع بكل من صفاقس وجبنيانة وفريانة وحفوز، في إشارة إلى تعاطف الشعب مع ضحايا الاحتجاجات الاجتماعية.
ويأتي تجدد الاشتباكات فيما استنكرت الأحزاب السياسية في بياناتها اللجوء إلى الرصاص لتفريق المتظاهرين، داعية إلى فتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات عما يحدث في مدن القصرين وتالة والرقاب التي سقط فيها عشرات الضحايا بين قتلة وجرحى. |