خاطب رئيس أركان جيش البر رشيد عمار الحشود الغفيرة التي ماتزال تعتصم بساحة الحكومة بالقصبة للمطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة بسبب تركيبتها
لماذا حذّر الجنرال عمار من عودة الديكتاتورية إلى تونس؟ |
خاطب رئيس أركان جيش البر رشيد عمار –أمس- الحشود الغفيرة التي ماتزال تعتصم بساحة الحكومة بالقصبة للمطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة بسبب تركيبتها التي تطغى غليها وجوه النظام السابق من التجمعيين.
وحذر الجنرال عمار -محاولا تهدئة الأجواء في أول خطاب يلقيه علنا أمام الناس- إن "ثورة الشباب قد تضيع وقد تستغل من جانب من ينادون بخلق فراغ دستوري".
وبهذا يكون الجنرال عمار اعترف بأنّ الثورة أصبحت في خطر وأنها قابلة للضياع ما لم يتفطن التونسيون إلى وجود مخاطر ومنزلقات وعناصر تحاول أن تركب على الثورة.
وحذر قائد الجيش -الذي رفض دعم حملة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ضدّ المحتجين أيام الاحتجاجات الشعبية- من أن "وجود فراغ سياسي من شأنه أن يعيد الدكتاتورية".
وتعتبر هذه التصريحات من أقوى التصريحات التي نطق بها مسؤول رسمي إلى حدّ الآن نظرا للتحديات التي تواجهها تونس في هذه الفترة الانتقالية والتي يمكن أن تزعزعها أطراف لا غاية لها سوى إدخال البلبلة ومحاولة الصعود إلى السلطة بطرق ملتوية.
وإلى حدّ الآن لا يخشى على الثورة خصوصا وأنّ الجيش وقف وقفة حازمة في الحؤول دون الانقلاب عليها. وفي السياق، يقول الجنرال عمار -بعدما أطلق تحذيراته على الملأ- "الجيش سيدافع عن الثورة".
ويبلغ الجنرال عمار من العمر 63 عاما وهو من بلدة صيادة بولاية المنستير.
وجنب قرار عمار بلاده حماما من الدم، وظل وفيا لتقليد رسخه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة بعدم التدخل في الشؤون السياسية للبلاد، غير أنه كان السبب الأول في رحيل بن علي.
|