هدأت الأمور نسبيا على مستوى الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من حيث الاحتجاجات والإضرابات المطالبة برحيل الرئيس السابق مبروك البحري والذي خضع …
اتحاد الفلاحة متخوف من الوضع الراهن بالبلاد |
هدأت الأمور نسبيا على مستوى الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من حيث الاحتجاجات والإضرابات المطالبة برحيل الرئيس السابق مبروك البحري والذي خضع لمطالب الفلاحية بتقديم استقالته، وفي المقابل طرح الوضع الجديد في المنظمة الفلاحية واقعا محيّرا ويدعو إلى الحيرة من خلال تراكم عديد الإشكاليات والمشاغل المهنية فضلا عن تجاهل الحكومة المؤقتة لمطالب المنظمة وهو ما سبّب نوعا من الاستياء.
وعن الوضعية الحالية للمنظمة والملفات العاجلة المطروحة على طاولة الدرس وكذلك أبرز الأولويات ومشاغل المهنيين ومطالبهم ومدى الاستعدادات لإعداد الانتخابات القادمة إلى جانب الوضع الفلاحي الراهن، جمعنا لقاء بالسيد نور الدين بن عياد الرئيس الوقت للمنظمة الفلاحية للإجابة بكل صراحة وتلقائية عن هذه التساؤلات.
في مستهل حديث لاحظ محدثنا أن المكتب التنفيذي الحالي كلّفه بتسيير المنظمة إلى حين تنظيم مؤتمر استثنائي في غضون الثلاثة أو الأربعة أشهر القادمة والحرص على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة يكون في ها الكلمة لكل العائلة الفلاحية بجميع أطيافها ومكوناتها لا إقصاء ولا تهميش مثلما حصل في المرات السابقة.
وأكد أن المؤتمر القادم سيؤسّس لمرحلة جديدة قوامها الانفتاح على جميع الحساسيات الفلاحية والعمل على دعم استقلالية المنظمة والقطع مع المسائل السياسية وتقديم مصالح المهنة وجعلها فوق كل اعتبار وبالخصوص توحيد صفوف الفلاحين والبحارة.
من بين المسائل المعروضة حاليا على مستوى اتحاد الفلاحين تعديل النظام الأساسي للمنظمة وحول هذه النقطة، ذكر السيد نور الدين بن عياد أن أهم النقاط المطروحة في تسهيل أبواب الترشح لأي موقع صلب المنظمة إذ أن التوجهات والمقترحات التي سيقع تدارسها تتمثل في التخفيف من بطاقات الانخراط لتفادي عملية الإقصاء.
وكذلك ستتم دراسة تيسير النيابات في المؤتمر الانتخابي إذ لابدّ أن تكون سهلة لفسح المجال لعديد نواب المؤتمر لاختيار أعضائهم الذين سيمثلونهم في المؤتمر الاستثنائي أو المؤتمرات الانتخابية الأخرى، مشيرا في هذا الصدد إلى أن عديد الوجوه تكرر باستمرار في كل المؤتمرات.
وبالنسبة على تواجد الشباب في المنظمة شدد محدثنا على أن الثورة قام بها الشباب في تونس ومن الضروري العمل على تشبيب المنظمة وإعطاء الفرصة للشباب ليظهر قدراته وطاقاته على مستوى التسيير والتأطير.
وحول أهم الملفات والمشاغل المهنية الراهنة والتي يوليها الاتحاد أولوية قصوى، قال الرئيس المؤقت للمنظمة الفلاحية أن هناك قطاعات مُثقلة بالمشاكل والديون وتتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة المؤقتة لإيجاد سريعة وعملية من شانها أن توقف نزيف إهدار الثروات الفلاحية والحيوانية وعرّج في هذا الجانب على الوضع الصعب الذي يمرّ به قطاع الزراعات الكبرى، بالرغم من بوادر موسم محترم مغاير عن الموسم الفارط خاصة من حيث نزول الغيث النافع، الذي يفتقد في الوقت الراهن إلى التأطير والمداواة ورش مادة "الأمونيطر" التي تحاجها الحقول في مثل هذا التوقيت من الموسم.
وأبدى محدثنا تخوفا من موضوع ترك العديد من المزارعين لقطيعهم من الأبقار والأغنام ترعى في حقول الزراعات الكبرى، مثيرا بعد ذلك مسألة أخرى اعتبرها على غاية من الأهمية تتمثل في سرقات الأغنام والأبقار من بعض العصابات والمجرمين لذبحها أو لبيعها بأسعار بخسة في أسواق الدواب الأسبوعية في عدة مناطق من البلاد.
وقد تعرض عديد أصحاب شركات الإحياء والتنمية الفلاحية وأصحاب المقاسم الفنية لعمليات نهب وسرقة المواشي وأفاد أنه تم تكوين لجنة على مستوى الاتحاد لدراسة الوضعية وتشخيصها لعرضها على أنظار الجهات المعنية والمسؤولة.
من ضمن المشاغل الأخرى التي يعاني منها القطاع في النظام السابق والتي تفاقمت في هذا الوقت حسب قول السيد بن عياد تلك المتصلة بقطاع الدواجن الذي أصبح يبيع البيض بالخسارة إذ أن سعر "الحارة" من البيض على مستوى الإنتاج تُباع ب 488 مليما وتم تسعيرها من طرف وزارة التجارة والسياحة ب 480 مليما كأقصى سعر مُحدّد.ونفس المسألة بالنسبة إلى لحم الدجاج.
وواصل في استعراض المشاغل التي طالت أيضا امتصاص فائض الحليب فقد أورد أن العديد من المنجين قاموا بإلقاء منتوجهم في عديد المرات في الأودية بعد أن انهارت الأسعار عند الإنتاج.
وعن موقف الوزارة ردّ السيد بن عياد أن وزير التجارة التقى بأعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة الفلاحية ووعدها بإيجاد الحلول غير أنه إلى حدّ الآن لم يستجب للمطالب والمقترحات من حيث مراجعة الأسعار وامتصاص فائض الحليب وهو ما خلّف نوعا من الاستياء في صفوف الفلاحين الذين بادروا إبان اندلاع الثورة بالحرص على تزويد البلاد بجميع المنتوجات من منطلق الواجب الوطني الذي يتطلب وقفة جماعية ومتضامنة من أجل أن تتعدّى تونس هذا الظرف بسلام.
وأكد على انه طيلة الفترة الماضية لم تصدر عن المنظمة الفلاحية ضغوطات على الحكومة والإسراع بتقديم المطالب التعجيزية من منطلق الحس الوطني وأن اتحاد الفلاحين مؤتمن على قطاع حيوي واستراتيجي في الاقتصاد الوطني وأنه من الضروري الالتفات إلى مشاغل القطاع في هذا الظرف حتى لا تتفاقم الأمور.
وفي ختام حديثه دعا الرئيس الوقتي للمنظمة الفلاحية كل منظوري المنظمة إلى مزيد الالتفاف حول الاتحاد وتوحيد الجهود لما فيه خير ومصلحة الفلاحين والبحارة.
|
مهدي الزغلامي |