أطلق الجيش أعيرة نارية في الهواء لتفرقة الآلاف من المحتجين الذين تسلقوا جدار وزارة الداخلية ووقفوا فوق شاحنات الجيش بعدما أزاحوا الأسيجة الحديدية المحيطة بمقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة، فيما هرب المتظاهرون، الذين كان بعضهم يحمل طبولا، بعد سماع دوي الرصاص
المتظاهرون: الشعب يريد إسقاط الحكومة |
أطلق الجيش أعيرة نارية في الهواء لتفرقة الآلاف من المحتجين الذين تسلقوا جدار وزارة الداخلية ووقفوا فوق شاحنات الجيش بعدما أزاحوا الأسيجة الحديدية المحيطة بمقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة، فيما هرب المتظاهرون، الذين كان بعضهم يحمل طبولا، بعد سماع دوي الرصاص.
وبدا المشهد وكأنه يوم 14 جانفي 2011، يوم كسر المتظاهرون التونسيون الحاجز الأمني المتكون من الشرطة والبوليس السياسي للتظاهر أمام مقر وزارة الداخلية لإسقاط نظام بن علي الخائن.
لكن اليوم خرجت مظاهرة بالآلاف من الطلاب والتلاميذ والنقابيين والسياسيين والمحامين وكل أطياف المجتمع سواء بالقصبة أو بالعاصمة للمطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة برئاسة محمد الغنوشي، الذي يتهمونه بالمماطلة والالتفاف على مطالب الشعب وتضييع الوقت دون اتخاذ موقف حاسم بخصوص مستقبل البلاد السياسي.
ويتفق جميع المتظاهرين الذين رفعوا شعارات مناهضة لمحمد الغنوشي –الذي كثيرا ما قيل إنه من أنظف رموز النظام السابق؟؟، لكن الاحتجاج على الحكومة لديه مبرراته حسبما يقوله المحتجون.
ومن هذه المبررات هو الإبقاء على رموز النظام السابق في الحكومة المؤقتة والوعود التي لم تنجز وعلى رأسها قانون العفو التشريعي العام والذي لم يطبق بعد، بما يعنيه أنّ المئات من المساجين السايسيين مازالوا قيد الاعتقال، بينما صدر القانون في الرائد الرسمي، إضافة إلى الاتهمامات البسيطة الموجهة ضد بن علي وعائلته، والتستر على مسؤولين سابقين لم يحاسبوا بعد وعلى رأسهم مستشار الرئيس عبد العزيز بن ضياء وعبد الوهاب عبد الله المنتهك الأول لحرية الإعلام وعبد الرحيم الزواري الذي يتهومنه بالفساد المالي وووزير الداخلية رفيق بالحاج قاسم الذي لا يعلم عنه شيئا إلى حدّ الآن…..
قائمة الاتهامات طويلة وعريضة، وهو ما يشرع حسب المتظاهرين لإسقاط الحكومة المؤقتة التي لم تتخذ موقفا حازما بخصوص مستقبل البلاد السياسي ولم تستجب لتطلعات الشعب.
مطلب الشعب واضح وصريح خصوصا وأن البلاد في حالة انهيار اقتصادي واجتماعي: أن يعلن الرئيس المؤقت -الذي لم يظهر أمام لشعب عبر وسائل الإعلام إلا مرة واحدة- عن حل البرلمان ومجلس المستشارين والإعلان عن انتخاب مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد. فلماذا لا يطلع علينا الرئيس المؤقت لإعلان مثل هذا؟
ولماذا يتشبث الغنوشي بهذه الحكومة المؤقتة، التي تحوي على زعماء من أحزاب سياسية لديهم أجندتهم السياسية ويطمحون للسلطة.
كان من المفروض أن تكون الحكومة الانتقالية من التكنوقراط لديهم مهمة تصريف أعمال لا أكثر، وأن تكون خالية من أي وزير سياسي لديه طموح للجلوس على مقعد الرئاسة.
في الأخير، يبدو أنّ ساعة انهيار الحكومة قد جاءت، ولم يعد من عمرها سوى القليل…
|
خميس بن بريك |