بعد زيارته إلى تونس دامت يومين و التي طرحت العديد من التساؤلات عن أسباب هذه الزيارة التي قيل عنها زيارة خاصة ولم تتطرق إلى دراسة الأوضاع المتدهورة في ليبيا غادر وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وأمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون …
ليبيا ماذا وراء استقالة كوسا ؟ |
بعد زيارته إلى تونس دامت يومين و التي طرحت العديد من التساؤلات عن أسباب هذه الزيارة التي قيل عنها زيارة خاصة ولم تتطرق إلى دراسة الأوضاع المتدهورة في ليبيا غادر وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وأمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي على الساعة 13 من بعد ظهر يوم أمس مطار جربة جرجيس الدولي في اتجاه لندن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية السويسرية. في حين عاد أمين اللجنة الشعبية العامة الليبي المكلف بالشؤون الأوروبية عبد العاطي العبيدي إلى الأراضي الليبية حيث كان يرافق موسى كوسا لدى دخوله إلى الأراضي التونسية . و عقب وصوله إلى لندن قال مصدر في الحكومة البريطانية إن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وصل إلى بريطانيا مساء أمس وطلب من المملكة اللجوء السياسي بعد أن ترك الحكومة "بمحض إرادته" احتجاجا على الهجمات التي تشنها القوات الموالية للعقيد القذافي ضد المدنيين . و يعتبر موسى كوسا إحدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي حيث يكمن دوره في تمثيل النظام الليبي في الخارج وهو أمر الذي لم يعد يرغب القيام به اليوم وسط قتل المدنيين الليبيين و شن ضدهم هجمات همجية. وموسى كوسا يبلغ من العمر 59 عاما وكان رئيسا لجهاز المخابرات بين 1994 و 2009 كان يحظى بنفوذ في اللجان الثورية عصب النظام ورجل ثقة لدى القذافي . وفي 1980 عين سفيرا لليبيا في لندن قبل ان يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما اكد تصميمه على تصفية "اعداء الثورة" على الاراضي البريطانية . و اعتبر وزير الهجرة الليبي السابق علي العريشي المنشق عن النظام أن استقالة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وقدومه إلى بريطانيا إشارة إلى أن أيام النظام معدودة وإنها النهاية وضربة للنظام . و يذكر أن النائب العام الليبي عبد الرحمان عبار قد استقال من منصبه رفضا لإراقة الدماء و كذلك عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية احتجاجا على قمع المحتجين في بلاده إضافة إلى سفير ليبيا بالأردن و فرنسا و اليونسكو علاوة على قرار عبد الرحمان شلقم مندوب ليبيا في الامم المتحدة الانشقاق عن نظام القذافي بسبب قمعه للثوار الذين نجحوا في السيطرة على عدة مدن على رأسها بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية . كما انشق عدة مسؤولين من أوساط القذافي من بينهم وزراء وضباط عسكريون كبار ودبلوماسيين في انحاء العالم منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه. فهل سيترك المحيطين بالقذافي العمل من اجل مستقبل أفضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية وإصلاحا حقيقيا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي؟
|
ر ش |