يعاني مستخدمو الإنترنت في تونس منذ فترة من بطئ شديد على الشبكة سواء في تحميل الملفات أو الفيديوهات أو تصفح المواقع الإلكترونية، وذلك في أوقات الذروة وخاصة بالليل. ويتّهم بعض المراقبين مزودي خدمات الإنترنت بالوقوف وراء هذا الثقل…
ضعف الإنترنت في تونس..من يقف وراءه؟ |
يعاني مستخدمو الإنترنت في تونس منذ فترة من بطئ شديد على الشبكة سواء في تحميل الملفات أو الفيديوهات أو تصفح المواقع الإلكترونية، وذلك في أوقات الذروة وخاصة بالليل. ويتّهم بعض المراقبين مزودي خدمات الإنترنت بالوقوف وراء هذا الثقل.
وبدأ تباطؤ الإنترنت في تونس يتجلى أكثر بعد خطاب الرئيس المخلوع، يوم 13 جانفي الماضي، حينما أعطى "تعليماته" آنذاك برفع كل أشكال التضييق على الإنترنت.
فقد أدى تحرير مواقع الإنترنت من الرقابة إلى ارتفاع حاد في استهلاك الإنترنت والمواقع الاجتماعية والمواقع التي تعتمد على الفيديوهات مثل "يوتيوب" و"دايلي موشن"…
وبالنظر إلى هذا الإقبال المتزايد على الإنترنت، يرجع البعض سبب تباطؤ الإنترنت إلى عملية مقصودة من مزودي خدمات الإنترنت، الذين يقومون بالحدّ من سعة التدفق للضغط على التكاليف.
ويقول وليد نفاتي صحفي مختص في تكنولوجيات الاتصال الحديثة وصاحب عديد المواقع المختصة في هذا المجال "هناك احتمال قوي بأن يكون بعض موزدي خدمات الإنترنت وراء تباطؤ سرعة الإنترنت في تونس".
أفاد للمصدر "مزودو خدمات الإنترنت يشترون سعة التدفق من قبل الوكالة التونسية للإنترنت التي تبيعها لفائدة اتصالات تونس (…) كل عام يجتمع مزودي الخدمات مع اتصالات تونس والوكالة التونسية للإنترنت لمناقشة وتحديد أسعار شراء سعة التدفق".
ويضيف "الوكالة التونسية للإنترنت تطرح تخفيضات في أسعار بيع سعة التدفق لموزدي خدمات الإنترنت الذين يشترون أكثر. فكلما كانت شراءاتهم أكبر كلما استفادوا من تخفيضات أكثر".
ويتابع "هناك مزودين لديهم حصص كبيرة في السوق وبالتالي تكون شراءاتهم لسعة التدفق أكبر وهذا يعني أنهم يتمتعون بتخفيضات أكبر (…) لكن في المقابل هناك مزودي خدمات لديهم حرفاء أقل وحصتهم في السوق صغيرة لا يشترون سعة تدفق كبيرة وبالتالي فهم لا يتمتعون بتخفيضات أكبر".
ويستنتج "هناك شركات صغيرة لخدمات الإنترنت تضطر للحدّ من سعة التدفق من أجل الضغط على تكاليف الشراءات"، مفسرا بأنه كلما كانت سعة التدفق محدودة ويتقاسمها عدد كبير من الحرفاء كلما كانت ازدادت سرعة الإنترنت ضعفا.
ويوجد في تونس 05 مزودين للإنترنت. ويرى مراقبون أن "توب نات" -التي اشترتها "اتصالات تونس" العام الماضي- تمتلك أكبر حصة في السوق، تليها بلانات" و"غلوبال نات" و"هكسابيت" وأخيرا "تونات".
لكن السؤال الذي يبقى غامضا هو لماذا يعاني حرفاء "توب نات" أنفسهم من بطء الإنترنت والحال أنّ هذا المزود مملوك لـ"اتصالات تونس" التي تبيع خدمات الربط واستغلال كوابلها الهاتفية لمزودي الإنترنت.
لكن وليد النفاتي يقول إنّ بطء الإنترنت قد لا يكون في بعض الأحيان مرتبطا بضعف خدمات المزود أو بلجوئه للحد من سعة التدفق، مشيرا إلى أنّ تباطؤ الإنترنت قد يكون مرتبطا بعدة عوامل أخرى ومنها الحاسوب نفسه أو حدوث تشويش على خط الهاتف أو عطب تقني على الشبكة.
من جهة أخرى، طالب النفاتي بضرورة التدخل لوجود حل لأزمة بعض مزودي خدمات الإنترنت (الذين يمتلكون حصصا صغيرة في السوق) من خلال إعادة النظر في النظام الذي تعتمده الوكالة التونسية للإنترنت و"اتصالات تونس" لبيع سعة التدفق للمزودين، الذين أصبح خطر الإفلاس يتهدد بعضهم.
|
خ ب ب |