ما إن تمّ الإعلان عن حضر التجوّل، حصل انفلات أمنيّ في إقليم تونس الكبرى وخاصّة في الأحياء الشعبية في الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد الأمر الذي أدّى إلى سماع دوي الرصاص لتفريق من قبل الجيش وقوات الأمن الداخلي لتفريق الأشخاص الراغبين والمُصرّين على النهب والسرقة والتخريب…
تونس: واشتعلت أسعار المواد الغذائية مع إقرار حضر التجوّل |
ما إن تمّ الإعلان عن حضر التجوّل، حصل انفلات أمنيّ في إقليم تونس الكبرى وخاصّة في الأحياء الشعبية في الليلة الفاصلة بين يومي السبت والأحد الأمر الذي أدّى إلى سماع دوي الرصاص لتفريق من قبل الجيش وقوات الأمن الداخلي لتفريق الأشخاص الراغبين والمُصرّين على النهب والسرقة والتخريب.
وبشهادة العديد من المواطنين فإن العديد من المحلات التجارية ومنها بالخصوص محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية تعرّضت إلى عمليات نهب كبيرة إلى درجة إفراغها بالكامل من محتواها. فقد أفادنا شهود عيان أن مغازة باطام بحي الزهور قد وقع نهبها بالكامل وهر التي ما زالت قد فتحت أبوابها للعموم منذ بضعة أيام بعد أن تعرّضت إلى نفس العمليات بعد أحداث 14 جانفي الفارط.
أمّا الأمر المُحيّر والمثير للدهشة والاستغراب هو مدى ارتباط حضر التجوال بغلاء أسعار بعض أنواع الخضر والغلال بطريقة فاجئت المواطنين الذين عبّروا عن انهشاهم من الارتفاع المُشط للعديد من أنواع الخضر والغلال في وقت وجيز وقياسي إبّان الاعلان عن حضر التجوّل.
أغلب المواطنين الذين تحدثنا معهم أوضحوا أنهم لاحظوا صباح يوم الأحد عند تحوّلهم إلى الأسواق للتبضّع وشراء الخضر والغلال الغلاء غير المُبرّر وغير المفهوم لهذا الارتفاع الصاروخي للأسعار في العديد من الأسواق، فقد بلغ سعر الفلفل الحلو 2875مليم للكلغ والطماطم 1500 مليم والقرع 2000 والبطاطا 600 مليم والبصل 600 مليم وحزمة الفجل 600 مليم والموز 2600 مليم للكلغ والبرتقال الطمسون 2100 والبطيخ 3400 مليم للكلغ وتراوح الكلغ من اللحم بين 14 و17 دينارا.
أسعار مرتفعة لا تتماشى والقدرة الشرائية والاستهلاكية للمواطن التونسي الذي وجد نفسه بين "مطرقة" الانفلات الأمني و"سندان" غلاء المعيشة في فترة ما بعد الثورة.
التفسيرات التي قدّمها بائعو الخضر للمواطنين حول الغلاء الملحوظ لأغلب أنواع الخضر والغلال ترتبط أساسا بموضوع حضر التجوّل الذي أقرته السلطات الأمنية في البلاد، فقد أفادنا أحد الباعة في سوق حي الزهور بالعاصمة أن العديد من الفلاحين والوسطاء لم يقوموا بتزويد سوق الجملة ببئر القصعة من جرّاء حضر التجول الذي ينتهي على الساعة الخامسة صباحا والحال أن عمليات التزويد بالسلع تنطلق منذ الساعات الأولى للصباح بعد منتصف الليل باعتبار أن العديد من الفلاحين يأتون من مناطق بعيدة نسبيا عن العاصمة.
وكشف لنا هذا البائع عن مسألة هي في نفس الوقت مُضحكة ومُحزنة تتمثل في دفع الباعة العائدين من سوق الجملة ببئر القصعة والمتوجهين إلى أسواق العاصمة وتونس الكبرى، على حدّ تعبيره، "لمنحة العبور" وهي عبارة عن أتاوة بقيمة 5 دنانير على كل شاحنة مٌحمّلة بالخضر والغلال يتم دفعها لقُطاّع الطريق على مستوى حي النور ولاكانيا أين تموقع بعض المجرمين حاملين لسلاح أبيض وواضعين عجلات مطاطية لقطع الطريق أمام الشاحنات والحصول على "المعلوم" بالقوّة.
وقال لنا أحد الوسطاء في سوق الجملة ببئر القصعة أن حضر التجوّل أثّر بشكل ملموس على نسق التزويد العادي للسوق وأن عدد الشاحنات المعتادة دخول السوق قد تراجع بشكل ملفت للانتباه على جانب عدم مجازفة العديد من الفلاحين بمنتوجهم خشية تعرّضهم إلى "البراكاج" في الليل.
كل هذه العوامل جعلت الأسعار تقفز إلى مستويات عالية، والأمل أن كل الأمل أن يقع إنهاء العمل بحضر التجول لعلّ نار الأسعار تنطفئ نسبيا وإلاّ فإنّ الأمور سوف تتعكّر وتتخرم القدرة الشرائية للمواطن التونسي الذي هو في غنى عن مثل هذه الأوضاع فضلا عن التأثير السلبي على مؤشر الأسعار عامة في البلاد.
|
محرز الماجري |