عنف واتهامات بالرشوة في الكرة التونسية وتصريحات نارية واضرابات وعلاقات متوترة فإلى أين نسير ؟

بعد راحة إجبارية دامت زهاء الثلاثة أشهر ، استأنفت كرة القدم في تونس بمختلف رابطاتها وبطولاتها ، نشاطها وكان الجميع يمني النفس أن تواكب كرة القدم التونسية الثورة المجيدة للشعب التونسي، وأن تنأى عن كل المشاهد والظواهر السلبية، وتتجرد من التصريحات النارية والاتهامات المحرضة على العنف و إثارة النعرات الجهوية التي ميزت الرياضة التونسية في العهد البائد، غير أن حرية التعبير في الحقل الرياضي وكرة القدم على وجه الخصوص وبالنظر إلى ما تشهده كرتنا حاليا، قد عادت علينا بالوبال.

وأثارت تصريحات لاعب قوافل قفصة أيمن منافق مساء الأربعاء إثر مباراة فريقه ضد النجم الساحلي ردود فعل وتصعيدات خطيرة ، وأخذت أبعادا خطيرة وتصريحات نارية واتهامات على درجة من الخطورة ، قبل أن تتحول إلى قضية عدلية.

وكان أيمن منافق صرح لإحدى الإذاعات عقب مباراة القوافل والنجم إثر التعادل ( 1-1) بأن مسؤولين من النجم الساحلي اتصلوا به وبزميله الحارس عبد الرحمان بعبورة، وطلبوا منهما التخاذل والتلاعب بالنتيجة في تلك المباراة مقابل تمكينهما من أموال نظير تلك الخدمة.

وفجرت تصريحات منافق "قنبلة" في الأوساط الرياضية بشكل عام وخاصة في أوساط النجم الساحلي لخطورة الاتهامات التي أطلقها أيمن منافق.

ومن جانبه كذب عبد الرحمان بعبورة ادعاءات زميله، وقال إنه لم يتلق أية اتصالات من أي مسؤول داخل ليتوال ولكنه قال في المقابل أن رئيس فرع كرة القدم في النجم والناطق الرسمي شكري العميري توعده بعد نهاية المباراة بالتعادل وأكد له أنه سينكل بمشواره الكروي وأنه " سيكرّهه في الكورة".

وتتالت تبعات هذه الضجة في هذا الظرف الحاسم من الموسم الذي يتنافس فيه الترجي (46 نقطة ) والنجم الساحلي ( 44 نقطة) على لقب البطولة.

وأعلنت إدارة  النجم الرياضي الساحلي أنها كلفت رسميا الأستاذ المحامي رضا بن عثمان برفع قضية عدلية ضد لاعب قوافل قفصة ، أيمن منافق بعد التصريحات التي أدلى بها امس إلى إذاعة "موازييك" و اتهم خلالها أطرافا من النجم لم يذكرها بالسعي إلى إرشاءه صحبة عبد الرحمان بعبورة زميله في الفريق والتنازل عن نتيجة المباراة.

ومن المنتظر أن تتفاعل هذه القضية عندما تفتح رابطة كرة القدم والجامعة التونسية تحقيقا لكشف ملابسات تصريحات أيمن منافق.

وشهدت الساحة الكروية في تونس خلال الأشهر الأخيرة أحداثا مؤسفة على الميدان وخارجه ، ففي مباراة الأولمبي الباجي و مستقبل المرسى لحساب البطولة اجتاح الجمهور أرض الميدان و أحدث الشغب والفوضى ، أما في مباراة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي فقد كان الوضع أسوأ بكثير أذ حصلت أحداث مؤسفة وأضرار جسيمة وعدد من الجرحى فضلا عن اتلاف تجهيزات ملعب 15 أكتوبر ببنزرت و الإضرار بمعدات النقل التلفزي .

وفي مباراة لحساب الرابطة الثانية ، الأسبوع قبل الفارط بين الملعب القابسي والنجم الخلادي تواصل مسلسل الانفلات الأمني والعتف و الاعتداءات إذ تعرضت حافلة النجم الخلادي في طريق عودتها من قابس إلى عملية اعتداء من قبا بعض أحباء الملعب القابسي و أسفر ذلك عن عديد الإصابات في صفوف المسؤولين والمدربين واللاعبين وأضرار جسيمة بالحافلة.

وشهدت مباراة الرابطة الثالثة الأربعاء الماضي بين اتحاد سليانة ونادي مكثر ، بدورها أحداث مؤسفة جعلت الكثيرين يطالبون بوضع حد لنشاط هذه البطولة ، فقد تم الاعتداء بالعنف قبل انطلاق اللقاء على 3 لاعبين من نادي مكثر ولاعب من اتحاد سليانة من قبل بعض المجهولين مما دفع الحكم أنيس بن حسن إلى رفض إدارة المباراة ، وتم نقل اللاعبين الجرحى إلى المستشفى لعلاجهم.

وزادت التصريحات النارية بين مسؤولي الأندية وبين المدربين الطين بلة والوضع توترا في المشهد الرياضي وخاصة بين مسؤولي الترجي الرياضي ونظرائهم في النجم الساحلي، كما عرفت قضية اللاعب المالي إدريسا كوليبالي بين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي مستجدات وتبعات خطيرة في علاقة الفريقين واتهامات لمسؤولي الإفريقي بمحاولة خطف اللاعب المالي المرتبط بعقد مبدئي مع الترجي.

ونشطت ظاهرة الإضرابات داخل الأندية والاعتصامات للمطالبة بالمستحقات المالية، وكان لاعبو مستقبل قابس آخر المضربين عن التمارين أمس الخميس احتجاجا على عدم صرف رواتبهم طيلة شهرين.