تونس – إضراب الديوانة بين الفاعلية والمفاوضات

بعد يوم أول عصيب من إضراب أعوان وإطارات الديوانة التونسية أمس الثلاثاء يبدو أن الأمور سائرة نحو الحل اليوم خاصة بعد زيارة وزير المالية إلى ميناء رادس أمس وحديثه مع الأعوان والموظفين هناك ولو أن الهيئة الوقتية للنقابة لم تعلن صراحة عن نهاية الحركة الاحتجاجية التي نظمتها…

وبداية نذكر بأن هذا الإضراب لسلك الديوانة التونسية قد تضاربت حول نجاحه الأقوال . فلئن يقر بعض المتابعين بأن مركز الإضراب الأكبر الذي اختارته النقابة المؤقتة وهو ميناء رادس قد سجل نجاحا بارزا بنسبة كبيرة وعالية جدا فإن جل المتابعين يشيرون إلى أن نسب الإضراب متفاوتة في المراكز الأخرى المختلفة من ذلك أن الإدارة العامة للديوانة تتحدث عن مشاركة بسيطة لا تتجاوز 3 بالمائة في بعض الأقسام. وليس هذا بمستغرب في حد ذاته للتركيز الشديد الذي رافق الإضراب على ميناء رادس من قيل النقابة والذي يقصد منه إيذاء المؤسسات المصدرة حتى تكون تشكياتها نصرة للضغط الممارس على الحكومة.

أما عن أسباب هذا الإضراب فهي تتلخص بالأساس في عملية لي ذراع واضحة بين النقابة التي لم تأخذ بعد حتى صفتها القانونية (سلك الديوانة كان يعتبر أحد أسلاك الأمن الداخلي ويمنع من أي نشاط أو مشتركة سياسية أو نقابية) وبين المدير العام للديوانة السيد الطاهر حتيرة المعين بعد الثورة  فالنقابة تطالب بتنحية المدير العام الذي تعتبر أنه أساء إلى سلك الديوانة في تصريحات للصحف تحدث فيها بكل صراحة عن وجود فساد في هذه الإدارة يتطلب التطهير والمسائلة .

وبالرغم عن المصادمات التي وقعت في أول هذا الشهر عند قيام النقابة بوقفة احتجاجية ضد المدير العام والتي حدثت فيها على ما يبدو تجاوزات خطيرة من قبل بعض الأعوان تجاه المدير العام مما حدا به إلى رفع قضية في حوالي عشرين شخصا , رغم كل هذا إلا أن محاولات الخروج من التصادم تواصلت دون الوصول إلى حل… حتى وصلت إلى الإضراب المعلن منذ أمس .

هذا وقد قام وزير المالية بزيارة إلى ميناء رادس بعد ظهر الثلاثاء والتقى بالمضربين  متحاورا معهم مؤكدا أنه يتفهم مقترحاتهم وسينظر في ما يمكن عمله وحاثا على العودة الى العمل , وقد ثمن ممثلون عن النقابة ما جاء على لسان الوزير وأعلنوا أن مصير هذا الإضراب سيتحدد اليوم بعد مقابلة الوزير الأول السيد الباجي قايد السبسي .

ومن جهته فقد صرح المدير العام للديوانة عن استعداد الإدارة للحوار ودعا النقابة إلى الإسراع بعقد مؤتمرها التأسيسي لتسهيل عملية التحاور بين النقابة والإدارة.