لعل الجميع في تونس يذكر أن فترة اندلاع الثورة التونسية يوم 17 ديسمبر 2010 تزامنت مع انطلاق مرحلة التنقلات الشتوية للاعبي كرة القدم أو ما يعبر عنه بـ “ميركاتو” الشتاء ، والذي استهله الترجي الرياضي بالتعاقد مع المهاجم الدولي المالي “درامان تراوري” بصفقة أثارت ضجة كبيرة وانتقادات شديدة خاصة أنها ناهزت المليار من مليماتنا في ظرف اقتصادي واجتماعي وسياسي صعب كانت تمر به البلاد.
لاعبو الكرة في تونس “يرفضون” عشرات الملايين والشعب يعيش ويلات الفقر
لعل الجميع في تونس يذكر أن فترة اندلاع الثورة التونسية يوم 17 ديسمبر 2010 تزامنت مع انطلاق مرحلة التنقلات الشتوية للاعبي كرة القدم أو ما يعبر عنه بـ "ميركاتو" الشتاء ، والذي استهله الترجي الرياضي بالتعاقد مع المهاجم الدولي المالي "درامان تراوري" بصفقة أثارت ضجة كبيرة وانتقادات شديدة خاصة أنها ناهزت المليار من مليماتنا في ظرف اقتصادي واجتماعي وسياسي صعب كانت تمر به البلاد. وأمضى درامان تراوري عقدا لمدة عامين ونصف لفائدة الترجي الرياضي مقابل مليون دينار وبجراية شهرية هي الأرفع للاعبين هذا الموسم وهو ما أثار انتقادات لمسؤولي الترجي في ظرف صعب كانت تمر به تونس. وكان الترجي آنذاك بصدد التفاوض مع مهاجمه النيجيري مايكل إينرامو وعرض عليه مبلغا كبيرا. ورغم ما خلفته ثورة الرابع عشر من جانفي 2011 من اضطرابات وتراجع اقتصادية وأضرار فادحة على كل القطاعات فإن أجور اللاعبين وعروض الأندية ما انفكت تتصاعد وتلاحق عنان السماء في الوقت الذي تشهد البلاد أوضاعا صعبة وأزمة طالت كل القطاعات، ورفض اللاعب هتان البراطلي علرضا مغريا من فريقه النادي البنزرتي مقابل 240 ألف دينار في موسمين. وقال رئيس النادي البنزرتي المهدي بن غربية في تصريحات على راديو شمس آف آم :" لقد قدمنا عرضا تاريخيا لم يسبق أن شهده الفريق على امتداد مسيرته وهو عرض بـ 240 ألف دينار ولكن رغم الأزمة الاقتصادية للبلاد ورغم الأزمة المالية التي يعاني منها النادي وكل الفرق في تونس جراء فرض اللعب دون جمهور وانحسار المداخيل" وأضاف بن غربية أن اللاعب هتان البراطلي تغيب عن التمارين ورفض عرضا بربع مليار واختار التفاوض مع النادي الإفريقي وبعض الأندية في أوروبا. وانتدب النادي الإفريقي وسط الأسبوع الجاري لاعبين اثنين وهما أمير الحاج مسعود وشاكر الرقيعي، وبلغت صفقة هذا الأخير 250 ألف دينار لمدة 3 مواسم، وسيحصل اللاعب على جراية شهرية قدرها 5 آلاف دينار دون اعتبار منحة الإمضاء والانتصارات. ورغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعبره بلادنا وتدهور إيرادات جل القطاعات الحيوية، فإن بورصة اللاعبين مازالت مشتعلة، إذ قدم النادي الإفريقي عرضا غير مسبوق للاعبه زهير الذوادي لتجديد عقده مقابل 400 ألف دينار لمدة موسمين اثنين مع جراية شهرية بـ12 ألف دينار ولكن اللاعب رفض التوقيع على العقد الجديد رغم قيمته الكبيرة ورغم أن جل الأندية التونسية والبلاد بوجه عام تعاني من صعوبات مالية. وانتدب الترجي الرياضي من جهته ، مهاجم الترجي الجرجيسي محمد علي سلامة ، في صفقة مرتفعة نسبيا حيث ناهزت 240 ألف دينار ولمدة 3 سنوات . وتسببت هذه الصفقات والأموال الطائلة التي يتقاضاها لاعبو الكرة في تونس مقارنة بسائر الشعب انتقادات شديدة وأصوات معارضة ومطالبة بعقلنة أجور اللاعبين خاصة في ظل هذا الظرف الاستثنائي الذي تشهده تونس بعد ثورة الحرية والكرامة ولكن رغم ذلك مازال لهيب أسعار وأجور "نجوم الكرة" مستعرا والشعب التونسي نصفه يتجرع ويلات الفقر.