تونس تنظم للمحكمة الجنائية الدولية

سلم المندوب الدائم للجمهورية التونسية لدى منظمة الأمم المتحدة، خلال موكب رسمي انتظم يوم الجمعة بمقر المنتظم الأممي بنيويورك الأمين العام للمنظمة بان كي مون وثيقة انضمام تونس لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ويهدف نظام روما الأساسي إلى وضع حد للإفلات من العقاب بالنسبة إلى مرتكبي الجرائم الخطيرة التي تهدد السلم والأمن في العالم وذلك من خلال إنشاء محكمة جنائية دولية مكملة للولايات القضائية الجنائية الوطنية ولها السلطة لممارسة اختصاصها على الأشخاص إزاء أشد الجرائم خطورة كجرائم الحرب وجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

وقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بهذه المناسبة، بتونس وشعبها، منوها بالخطوة التي أقدمت عليها بتسليم وثائق الانضمام لنظام روما الأساسي، قائلا "إن تونس تثبت من خلال هذه الخطوة دورها الريادي في المنطقة في مجال تكريس العدالة الدولية والحرص على الحفاظ على مبادئ حقوق الإنسان وتكريس مبدأ عدم الإفلات من العقاب."

كما أعرب عن فائق تقديره لتونس التي "كانت أول الدول في المنطقة التي أطلقت كفاحا شجاعا من أجل الحرية والكرامة."

وابرز المندوب الدائم لتونس بنيويورك أن انضمام تونس إلى ميثاق روما إنما يترجم عن رغبة صادقة في الانخراط بصورة لا رجعة فيها في مسار التكريس الفعلي لمبادئ حقوق الإنسان وسيادة القانون وعدم الإفلات من العقاب.

ومن جهتها أشادت باتريسا اوبرايان الأمينة العامة المساعدة والمستشار القانوني لمنظمة الأمم المتحدة في كلمتها بالحرص التونسي على المضي قدما نحو تكريس مبادئ العدالة والديمقراطية. سيما وأنها ستقدم خلال الأسبوع المقبل عددا إضافيا من وثائق الانضمام إلى اتفاقيات دولية جوهرية في مجال حماية حقوق الإنسان.

ورحب "كريستيان ويناور" رئيس الجمعية العامة للدول الأطراف في نظام روما الأساسي بتونس كعضو جديد مذكرا أنها الدولة الأولى في شمال افريقيا التي تقدم على هذه الخطوة والرابعة في البلدان العربية التي تنضم إلى هذه الاتفاقية بعد الأردن ودجيبوتي وجزر القمر ملاحظا أن تونس أصبحت بذلك الدولة 116 في قائمة الدول الأطراف في الاتفاقية.

ويشار إلى انه حسب المراسم الجاري العمل بها فانه يتم عادة تسليم وثائق التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية إلى المستشار القانوني للمنظمة الأممية إلا أن السيد بان كي مون اثر أن يشرف بنفسه على حفل تسلم هذه الوثيقة اعترافا منه بأهمية الخطوة التي أقدمت عليها تونس ودلالاتها وتأكيدا لما يكنه لتونس وشعبها من احترام وتقدير.

وقد انتظمت عقب الحفل ندوة صحفية شارك فيها عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية تمحورت حول دلالات انضمام تونس لنظام روما الأساسي.