انقطعت حركة المرور تماما طوال ليلة البارحة على الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين تونس وماطر وعلى سكة قطار تونس بنزرت بسبب اعتصام نفذه سكان منطقة ” سيدي عثمان ” احتجاجا على عدم تسوية وضعية تزيدهم بالماء الصالح للشراب …
سكان سيدي عثمان يغلقون طريق تونس- ماطر ويوقفون قطاري تونس- بنزرت بسبب الماء |
انقطعت حركة المرور تماما طوال ليلة البارحة على الطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين تونس وماطر وعلى سكة قطار تونس بنزرت بسبب اعتصام نفذه سكان منطقة " سيدي عثمان " احتجاجا على عدم تسوية وضعية تزيدهم بالماء الصالح للشراب التي يطالبون بها منذ سنوات والتي تدهورت إلى الأسوأ في اليومين الأخيرين على حد قولهم. واضطر سواق السيارات والحافلات والشاحنات من مستعملي هذا الطريق ، بداية من الساعة السابعة من مساء أمس إلى العودة على أعقابهم بمجرد بلوغهم منطقة سيدي عثمان حيث منع السكان المرور تماما أمامهم مطالبين بحضور المسؤولين المحليين والجهويين لإبلاغ صوتهم حول تزويدهم بالماء الصالح للشراب. والأكثر من ذلك أن منع المرور شمل أيضا طريقين آخرين يربطان سيدي عثمان بكل من طبربة وطريق بنزرت ، وكان بالإمكان أن يمثلا منفذا للمرور إلى الوجهات المقصودة ، ولو على مسافة طويلة. وبالتالي لم يجد سواق السيارات والشاحنات والحافلات وسيارات الأجرة من حل غير العودة على أعقابهم لاستعمال منافذ أخرى كلفتهم مسافة ووقتا أطول. وعلى صعيد آخر شمل منع المرور أيضا السكة الحديدية التي تشق المنطقة وهو ما أدى إلى توقف قطارين عن السير تماما طوال الليل وهما القطار القادم من بنزرت في اتجاه العاصمة والقطار المتجه من العاصمة نحو بنزرت واضطر بعض الركاب إلى قضاء الليل داخل القطار في حين نزل البعض الآخر للبحث عن طريقة توصله إلى الوجهة التي يقصدها . وهو أمر خطير للغاية بما أن من بين الركاب نساء وأطفال وهناك من هو قاصد عمله أو له شأن متأكد وكان على المعتصمين أن لا يمنعوا مرور القطار لأن ركابه ليس لهم من خيار بديل عكس أصحاب السيارات الذين بإمكانهم إيجاد بدائل أخرى. وكان السكان قد بادروا بإعلام معتمد الجهة بالأمر، وقد حل بالمكان بعد حوالي 4 ساعات من بداية الاعتصام أعوان الحماية المدنية وأعوان الجيش والأمن في محاولة لسماع السكان حتى يفكوا الاعتصام لكن ذلك لم يحصل وطالب السكان بحضور مسؤول جهوي أو محلي لتبليغ أصواتهم. وبالعودة إلى أسباب الاعتصام، اتضح حسب ما صرح به المعتصمون أنهم يعانون منذ سنوات من تدهور وضعية تزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب عن طريق الجمعية المحلية التنموية . حيث اعتبروا أن انقطاعات الماء تتكرر باستمرار وتفاقمت في الأيام الأخيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهو ما جعلهم يعيشون ظروفا صعبة للغاية. وقد طالبوا منذ فترة طويلة بإلغاء العمل بهذه الطريقة في تزويدهم بالماء وتعويضها بطريقة التزويد عن طريق شركة استغلال وتوزيع المياه "الصوناد" لكن ذلك لم يحصل وهو ما جعلهم ينفذون هذا الاحتجاج. وتبقى الأوضاع في هذه المنطقة مرشحة لمزيد من التطورات على مستوى الاحتجاجات ما لم تقع الاستجابة لمطالبهم وفق ما صرح به السكان.
|
و.ب. |