تتوالى ردود الأفعال السلبية والغاضبة على مسلسل “في حضرة الغياب” الذي تبثه حاليا القناة الثانية للتلفزة الوطنية التونسية وفضائيات أخرى ، بلغت حد المطالبة بوقف عرض …
العديد يطالبون بوقف مسلسل محمود درويش “في حضرة الغياب” وينعتونه بال”مهزلة” |
تتوالى ردود الأفعال السلبية والغاضبة على مسلسل "في حضرة الغياب" الذي تبثه حاليا القناة الثانية للتلفزة الوطنية التونسية وفضائيات أخرى ، بلغت حد المطالبة بوقف عرض المسلسل الذي وصف بـ"المهزلة"، بل والتظاهر أمام مقر التلفزيون الفلسطيني في رام الله لوقفه كما يرتفع في كل يوم عدد الصفحات على الانترنات الغاضبة من المسلسل والتي تطالب بوقف بثه في مختلف القنوات العربية .
وذهب بعضها إلى حد وصف الممثل الرئيسي في المسلسل، والذي يقوم بدور محمود درويش فيه، فراس إبراهيم، بأنه من "النوعية التي لا تتورع عن الركوع أمام الربح الرخيص"، كما ذكرت الكاتبة الفلسطينية ليانة بدر، بل والسخرية من ضعف الممثل في نطق الحروف وقواعد اللغة العربية، كما فعل الكاتب سميح شبيب، والناقد فخري صالح .
واضافت ليانة في مقالة بعنوان "درس في الفن الرديء" في صحيفة الأيام الفلسطينية: "من قال إن الفن الرديء لا يمكن له أن يكون مدرسة نتعلم منها أصول الأشياء، ونزيد خبرتنا عبرها بالمدى الذي يمكن أن تصل إليه نهاياته! طبعاً، أنا لا أدعو إلى تبني الرداءة منهجاً، ولكني أظن أنه يمكن لها القيام بدورٍ تربويٍّ، أحياناً، حين تدفع الصدف أو الأقدار بأعمال تافهة كي تكون أمامنا وفي متناول أبصارنا ."
وقالت: "وهذه طبعاً ليست دعوة لمتابعة مسلسل فراس إبراهيم عن محمود درويش، بل إنها محاولة لاكتشاف مصدر الانزعاج الذي يشعر به جزء كبير من المشاهدين والجمهور من استمرار عرضه، رغم أن القنوات التلفزية تبث الغث والسمين طيلة الوقت ."
وتابعت: "وهم لا يكفون عن اختراع قصص وصور نمطية وسطحية تشوه شخصية محمود، وتجعله كائناً هزيلاً يمكن لمن كان مثل فراس إبراهيم ادعاء تقمصه بكل ما لديه من نقص مبرح في الثقافة، ومن ضعف في نطق الحروف العربية، وسخف مضحك في تناول القصص، خصوصاً العاطفية منها، وقبل هذا ثقل دم لا لبس فيه بالتأكيد، وتطاول على قامات لا يمكن له الوصول إليها لتطويعها في سبيل المزيد من الربح والانتشار . "
وفي الصحيفة نفسها كتب سميح شبيب مقال بعنوان "الغياب ‘في حضرة الغياب’" يقول: حاولت جاهداً متابعة مسلسل "في حضرة الغياب"، لفراس إبراهيم، لكنني فشلت حقاً!. ما ورد في الحلقات الثلاث الأولى، من أداءٍ وأحداث وحوار ولغة، رفع السكّر في الدّم، وضغط الدّم وهو أخطر ما أعاني منه من أمراض دائمة، وما يشكله ذلك من مخاطر على قلبٍ معتل .
و أمام الكم الهائل من الأصوات الرافضة لهذا المسلسل أصدرت مؤسسة محمود درويش، بياناً نفت فيه علاقتها بالمسلسل السوري "في حضرة الغياب"، الذي يتناول حياة الشاعر الفلسطيني الراحل، أو بالقائمين عليه، مشيرة إلى أنها ترى فيه "إساءة للشاعر وصورته وحضوره في الوعي الثقافي العربي والإنساني ." وأكدت المؤسسة في بيانها الذي نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، إن موقفها هذا "قامت المؤسسة بإبلاغه بوضوح للقائمين على إنتاج المسلسل والذي تعود لتأكيده عبر دعوتها إلى وقف عرض حلقات العمل المذكور ." وقال البيان: "إن غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وضعف العمل في التشريعات المتعلقة بالحقوق الثقافية والارتجال في تناول حياة ومنجز أعلام الفكر والثقافة في منطقتنا، إضافة إلى أسباب أخرى، هو الذي سمح لتجرؤ البعض على إرث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره على الشاشة أو من خلال الالتفاف على اسمه وموقعه بالوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة، وهو ما تعمل مؤسسة محمود درويش على التصدي له في إطار القوانين والأعراف المرعية ." وكانت أولى حلقات مسلسل "في حضرة الغياب"، وهو من بطولة الممثل السوري فراس إبراهيم وسلاف فواخرجي، التي أدت دور "ريتا" عشيقة درويش، وأحمد زاهر وميرنا المهندس، وإخراج نجدت أنزور، قد عرضت مع بداية الأول من رمضان في عدد من القنوات الفضائية العربية . وفي رسالة خاصة للجماهير قبل عرض المسلسل، قال فراس إبراهيم: "نحن أمام عملٍ كبير يتحدث عن قامةٍ شعرية ووطنيةٍ كبيرة، وبذلنا أقصى ما بوسعنا للوصول إلى ما نطمح إليه في هذا المسلسل رغم كل التحديات التي واجهناها ." وأضاف: "وأعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يليق بذوق المشاهد العربي، وعقله، وننتظر الكثير من التعليقات والانتقادات، ووجهات النظر، لأن أساس العمل جدلي، لذلك نتوقع جدلاً كبيراً حول هذه الشخصية، لكننا لا ندعي بأننا نقدم السيرة الذاتية لمحمود درويش، بقدر ما يبدو العمل رحلةً مع شاعر الأرض، تتضمن وجهة نظرنا ورؤيتنا للأحداث والأشياء التي مرّت في حياة هذا الشاعر الكبير ."
|
رحمة الشارني |