كان خطاب الباجي قايد السبسي، في المؤتمر الذي عقده اليوم الخميس، بحضور سياسيين وممثلين عن المجتمع المدني رغم مقاطعة بعض الأحزاب لهذا الاجتماع، بمثابة خطاب “الرجل الجريح”، الذي يرثي حاله ويشكو ألمه …
تونس – خطاب الرجل الجريح للباجي قايد السبسي لم ينقذه من الانتقادات |
كان خطاب الباجي قايد السبسي، في المؤتمر الذي عقده اليوم الخميس، بحضور سياسيين وممثلين عن المجتمع المدني رغم مقاطعة بعض الأحزاب لهذا الاجتماع، بمثابة خطاب "الرجل الجريح"، الذي يرثي حاله ويشكو ألمه من الانتقادات "القاسية"، التي وجهت إليه وإلى حكومته، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، والتي تتصل بمسألة محاسبة رموز النظام السابق واستقلالية القضاء وحرية التظاهر السلمي…
ولم يخرج خطاب السبسي كثيرا عن خطه المعهود فقد بدا حديثه ملمحا لوجود أطراف قامت بتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة لإسقاطها، ثمّ ذكر بالظروف الصعبة التي كانت البلاد تعيشها عندما تحمل مسؤولية الوزارة الأولى وعدد الإنجازات التي قامت بها حكومته من ضبط خارطة طريق لانتخاب مجلس تأسيسي إلى تنظيم امتحان الباكالوريا في ظروف حسنة.
غير أن سياسيين اعتبروا أنّ خطاب الوزير الأول كان "مخيبا للآمال" بدعوى أنه كان "ضبابيا" ولم يتطرق إلى التساؤلات الرئيسية للرأي العام حول بعض الملفات السياسية والقضائية والأمنية والاقتصادية الطارئة.
وفي السياق، يقول زعيم حزب "المجد" عبد الوهاب الهاني للمصدر "كان بودنا اليوم أن تقع مشاورات حقيقية مع مكونات المجتمع المدني وليس أن يلقي الوزير الأول خطابا ويخرج في وقت وجيز وأسرع من المرات الفارطة".
ويضيف "التساؤلات الرئيسية التي جئنا من أجلها لننقلها من الرأي العام إلى الوزير الأول لم يقع التطرق إليها ولم نستمع إلى إجابات لا في خصوص مسألة محاسبة الفساد أو استرداد الحقوق والأموال… وهذا شيء سلبي".
ويتابع "من أهمّ الثغرات في خطاب الوزير الأول تفادي الخوض في مسائل تعبر عن تساؤلات الشارع التونسي مثل قمع المظاهرات السلمية وتفريقها بقنابل مسيلة للدموع في شهر رمضان المعظم".
ويقول "الشيء الثاني الذي كان غائبا هو أن الوزير الأول اعترف بعظمة لسانه أن المشكل في تأجيل الانتخابات بثلاثة أشهر. وقال عن حكومته هي حكومة تصريف أعمال وليس من دورها القيام بإصلاحات كبرى".
وشدد السبسي في خطابه اليوم على أنّ حكومته تسلمت السلطة في ظروف صعبة كانت تعصف بأمن واستقرار البلاد، مشيرا إلى أنه قبل هذه المسؤولية استجابة لنداء الواجب وأن الهدف كان من حكومته تصريف الأعمال لا الاهتمام بالملفات الكبرى، التي ستختص بها الحكومة الشرعية القادمة.
من جانبه، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحزب "التحالف الوطني للسلم والنماء" الاسكندر الرقيق أن خطاب السبسي كان "مخيبا للآمال" لأنه اتسم بعدم الوضوح والضبابية "كالعادة"، حسب قوله.
ويقول للمصدر "كنا نتوقع ان يعترف الوزير الأول بارتكاب أخطاء وأن يعلن عن مقترحات أو حلول لتجاوزها، لكن ما راعنا إلا أنه يرمي بالورود في وجوه وزرائه ويلمح إلى أطراف تنتقد بحدة الحكومة، دون أن يذكر اسمها كما فعل ذلك سابقا في خطاباته".
ويضيف "كنا نأمل أن يعلن الوزير الأول عن تغيير وزاري بوزارة التجارة بسبب الأخطاء المرتكبة وارتفاع المشط للأسعار واضطراب السوق وعلى مستوى وزارة العدل خاصة بعد إفلات العديد من العقاب بمساعدة قضاة فاسدين. كما كنا نأمل في أن يعرج على الأخطاء الأمنية في التعامل مع المظاهرات السلمية ويقدم اعتذاراته ويناشد الشعب بالصبر".
كما عبر عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية لحزب العمل عن بعض التحفظات على خطاب الوزير الأول بسبب عدم خوضه في بعض الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ويقول للمصدر "خطاب السبسي فيه بعض من المؤشرات الايجابية وتوجه نحو محاصرة رموز نظام الفساد. ولكن الإجراءات لم تكن في المستوى المطلوب".
ويقول "نحن لنا عديد التحفظات في الأداء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، والحكومة شاعرة بمطامح المواطنين والمجتمع السياسي. لكن هذا التجاوب لا نرى أنه وصل إلى الحد المطلوب".
لكنه اعتبر أنّ الحكومة ليست الطرف الوحيد في ما يجري حاليا على الساحة السياسية، قائلا "واضح أن الحكومة ليست لاعبا مطلق اليد في المشهد السياسي بل تتأثر بضغوط الشارع وضغوط القوى السياسية الفاعلة وهذا مؤشر ايجابي".
|
خ ب ب |