اعترف مسؤول عسكري ليبي، متواجد حاليا بتونس بأن نظام القذافي كلّفه بمهمّة نهاية الشهر الماضي لتفجير سفارة إحدى الدول العربية، مؤجلا الكشف عن هويتها إلى “وقت مناسب”. لكن مصادر بوزارة الدفاع التونسية ألمحت إلى وجود مؤامرة من قبل نظام القذافي لتفجير سفارة قطر بتونس
القذافي حاول تفجير سفارة قطر بتونس |
اعترف مسؤول عسكري ليبي، متواجد حاليا بتونس بأن نظام القذافي كلّفه بمهمّة نهاية الشهر الماضي لتفجير سفارة إحدى الدول العربية، مؤجلا الكشف عن هويتها إلى "وقت مناسب".
لكن مصادر بوزارة الدفاع التونسية ألمحت إلى وجود مؤامرة من قبل نظام القذافي لتفجير سفارة قطر بتونس انتقاما منها على تحالفها مع الثوار الليبيين.
وهاجم النظام الليبي في أكثر من مناسبة دولة قطر واتهمها بدعم الثوار الليبيين عسكريا وبالتحريض على نظام القذافي من خلال قناة الجزيرة.
وقال العميد الليبي عبد الرزاق الراجحي (على يسار الصورة)، في مؤتمر عقده بوزارة الدفاع التونسية، أمس الاثنين، إنه دخل إلى التراب التونسي، يوم 30 جويلية الماضي، مع عائلته بجوازات سفر حقيقية عبر بوابة رأس جدير دون أن يلف أنظار السلطات التونسية.
ونجح الراجحي في تمرير 16 كيلوغراما و400 جرام من مادة "تي.أن.تي" المتفجرة و6 صواعق كهربائية و3 هواتف محمولة لاستخدامها في نسف السفارة، حسب قوله.
ولم تتفطن إليه الديوانة التونسية في معبر رأس جدير رغم أجهزة المراقبة. وقال الراجحي إنّه نجح في تمرير المتفجرات مستغلا الاكتظاظ الذي شهده المعبر نتيجة تدفق اللاجئين،إضافة إلى قيامه بلف المتفجرات في أوراق من الألمنيوم المطلية بشحم السيارات، وهي تقنية تمويهية تشوش على أجهزة المراقبة، وفق قول الراجحي.
ويقول الراجحي، وقد عرف بنفسه على أنه خبير متفجرات ويتبع كتيبة سلاح الهندسة العسكرية، إنه تظاهر لدى قيادته بليبيا بقبول المهمة، سعيا للهروب من نظام القذافي مع زوجته وابنته، وحتى لا يترك المجال لغيره من أصحاب النفوس الشريرة للقيام بالعملية، وفق تصريحه.
وذكر الراجحي أن النظام الليبي كان ينوي "إلصاق" التفجير بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي ثم استغلال فزاعة الإرهاب للتأثير في الرأي العام الغربي.
وعززت قوات الأمن بتونس من تواجدها بالأماكن المحيطة بسفارة قطر، تحسبا لاحتمال وقوع أعمال انتقامية من قبل نظام القذافي، الذي بدأ يتداعى مع سيطرة الثوار على أغلب أجزاء طرابلس واختباء العقيد معمر القذافي في مكان مجهول.
ومنذ دخوله إلى تونس، ساور القلق العميد عبد الرزاق الراجحي خوفا من أن تقوم المخابرات الليبية بمراقبة تحركاته. ويقول الراجحي أنه تلقى مكالمات هاتفية كان آخرها يوم 10 أوت الماضي من قيادته العسكرية في ليبيا بشأن موعد إقدامه على العملية، مشيرا إلى أنه كان في كل مرّة يطمئنهم بفعل ذلك في اليوم الموالي، دون أن ينفذ العملية.
وبعد تأكده بعدم وجود مراقبة مسلطة عليه قرّر الراجحي البوح بالسرّ، وتعرف على أحد الضباط التونسيين وهو فتحي بن عنابية المسؤول عن وحدات حفظ النظام بالعاصمة.
وعن كيفية إجراء هذا التعارف يقول الراجحي، الذي سبق وزارة تونس مرتين في السابق، إنه لاحظ تواجد الضابط فتحي بن عنابية بزيه العسكري مرتين أو ثلاثة أمام مقر السفارة الفرنسية بتونس.
ثم خرج الراجحي عن صمته وكشف السرّ للضابط فتحي بن عنابية حتى يبلغ القيادة العسكرية التونسية، مطالبا بعدم البوح بالأمر إلى الرأي العام لحمايته وعائلته من خطر النظام الليبي.
وقام الضابط فتحي بن عنابية بإبلاغ الأمر إلى آمره المباشر الجنرال عمار، الذي طلب وفق تصريحات بن عنابية بإرسال وحدات من الجيش الوطني لتسلم المتفجرات، فجر الأحد الماضي، من عمارة يقيم بها العميد الراجحي بحي النصر (بالعاصمة) مقابل ضمان حمايته وأسرته.
وعرض بالأمس العميد الليبي عبد الرزاق الراجحي بحضور بالعميد بالجيش التونسي مختار بن نصر المتفجرات التي كانت بحوزته، قائلا إن قوة المتفجرات قادرة على إحداث أضرار مادية جسيمة تعادل تفجير ثلاثة دبابات على الأقل.
وحاليا الراجحي ليس قيد الاعتقال وإنما تحت حراسة أمنية حفاظا على سلامته. وأشاد العميد مختار بن نصر "بشجاعة" و"عروبة" الراجحي، الذي حكم ضميره ورفض المشاركة في هذه الجريمة.
|
خ ب ب |