سجلت شركة “نقل تونس” في المدّة الأخيرة تفاقم ظاهرة سرقة الرخام من محطاتها التي تمّ تشييدها خلال السنوات الأخيرة استعدادا لعمل الخطوط والعربات الجديدة للمترو. وكان مقاول بناء المحطات الجديدة قد اختار إقامة كراسي إسمنتية
تونس- تفاقم ظاهرة سرقة الرخام من محطات المترو |
سجلت شركة "نقل تونس" في المدّة الأخيرة تفاقم ظاهرة سرقة الرخام من محطاتها التي تمّ تشييدها خلال السنوات الأخيرة استعدادا لعمل الخطوط والعربات الجديدة للمترو.
وكان مقاول بناء المحطات الجديدة قد اختار إقامة كراسي إسمنتية من الحجم الكبير يكسوها الرخام بالكامل من مختلف الجهات واعتمد على رخام من النوعية الجيدة.
هذا الرخام أسال لعاب هواة السرقة فوضعوه تحت المراقبة إلى أن تأكدوا أن طريقة تثبيته فوق الكراسي الإسمنتية غير جيدة وأنه بالإمكان اقتلاعها بسهولة من مكانها. وهذا ما حصل فعلا حيث أصبحت أغلب المحطات تشهد كل ليلة الاستيلاء على رخام كراسيها دون أن يتفطن للأمر أي كان.
وتبعا لذلك أصبحت هذه الكراسي غير صالحة للجلوس مما يدفع بالركاب إلى الانتظار وقوفا ويدفع للتساؤل عن المتسبب في ما يحصل: هل هي شركة "نقل تونس" التي أسندت مهمة انجاز هذه المحطات إلى مقاول غير كفء أم رغبة منها في التقشف إلى درجة عدم اشتراط مواصفات معينة أثناء عملية البناء؟ أم هل يتحمل المقاول المسؤولية كاملة في ما حصل ويحصل بسبب تهاونه في إقامة بنايات متينة بالشكل الذي يمنع كل أشكال الإضرار بها أو سرقة مكوناتها.
والجدير بالملاحظة أن المحطات الجديدة التي شيدتها "نقل تونس" في السنوات الأخيرة تفتقر حسب المواطنين والملاحظين إلى بعض مواصفات الجودة رغم منظرها الخارجي الأنيق.
فهي لا تقي الركاب أمطار الشتاء ولا الرياح ولا أشعة الشمس ومن فرط تواضع جودة أسقفها فهي تتسبب في تقاطر مياه الأمطار، وهذا فضلا عن كراسيها المركزة بطريقة لا تضمن راحة الحريف باعتبارها علوها عن سطح الأرض ووجودها تحت أشعة الشمس والأمطار.
ويبقى على شركة "نقل تونس" مزيد التحري في هذا الموضوع الحساس والهام الذي له علاقة وطيدة ببرنامج الجودة في النقل الذي وضعته وزارة النقل منذ سنوات، خاصة أن انجاز أشغال بناء هذه المحطات الجديدة خلال العهد البائد تفوح منه رائحة غير عادية في ما يتعلق بإسناد الصفقات ومراقبة جودة وسلامة الأشغال.
|
وليد بالهادي
|