مرّ أكثر من ستة أشهر على الاعتصام المفتوح الذي يشنه أعوان مطار المنستير دون أن تلوح في الأفق أية بوادر انفراج يخفف من وطأة هذا الاعتصام على الشركة التركية “تاف” التي تدير المطار. وعاب بعض المقربين من الملف على المعتصمين اتهامهم الموجه إلى الشركة التركية بأنها تسعى إلى نقل أنشطة مطار المنستير إلى النفيضة، والحال أنّ المطارين تحت إدارتها طيلة العقود الأربعة المقبلة
تونس- الاعتصام بمطار المنستير.. إلى أين؟ |
مرّ أكثر من ستة أشهر على الاعتصام المفتوح الذي يشنه أعوان مطار المنستير دون أن تلوح في الأفق أية بوادر انفراج يخفف من وطأة هذا الاعتصام على الشركة التركية "تاف" التي تدير المطار.
وعاب بعض المقربين من الملف على المعتصمين اتهامهم الموجه إلى الشركة التركية بأنها تسعى إلى نقل أنشطة مطار المنستير إلى النفيضة، والحال أنّ المطارين تحت إدارتها طيلة العقود الأربعة المقبلة.
ويرى البعض أن المعتصمين أصبحوا يسعون لفرض إرادتهم على الحكومة وتعويضها في مستوى صنع القرار فيما يتعلق بمصير مستثمر أجنبي قام بضخ قرابة 550 مليون أورو في مشروع مطار النفيضة.
ويطالب المعتصمون من الحكومة التونسية بإلغاء العقد المبرم مع الشركة التركية "تاف" الموقع في جانفي 2008 لإدارة مطار المنستير، وإرجاعه تحت إشراف ديوان الطيران المدني والمطارات.
وكانت الشركة التركية "تاف" فازت بالمناقصة الدولية التي طرحتها الدولة التونسية لإنشاء مطار النفيضة وإدارة مطار المنستير معا، وذلك ضمن 7 عروض دولية لم تكن الأحسن مقارنة بعرض الأتراك.
وتساءل البعض عن وجود صفقة مشبوهة بسبب إسناد مطار المنستير النشيط إلى الشركة التركية حتى تقبل بإنشاء مطار النفيضة، لكن "تاف" تقول إنّ تونس لم تتلق أي عرض لبناء واستغلال مطار النفيضة لوحده، باعتبار أن مطار المنستير كان قريبا منه وكان يشتغل بطاقته القصوى وهو ما يشكل منافسة حادّة بالنسبة إلى مطار النفيضة.
وعلى الرغم من أنّ المعتصمين بمطار المنستير والذين يطلقون على أنفسهم لجنة حماية مطار المنستير يعلمون جيدا أنّ "تاف" لا تقدر على إغلاق مطار المنستير باعتباره جزءا من أعمالها وأنّ العقد المبرم مع تونس يمنعها من ذلك، إلا أنهم يصرون على مواصلة الاعتصام، مع أنّ أجورهم تصرف لهم كل نهاية شهر.
ومع أنّ الشركة التركية أخلت بكراس الشروط الفنية التي تلزمها بالقيام بخدمات الصيانة لمطار المنستير، وتقاعست عن هذا الواجب في ظل غياب مراقبة ديوان الطيران المدني والمطارات، إلا أنّ الاعتصام المفتوح بالمطار عطل إلى حدّ الآن محاولة التدارك للقيام بأشغال الصيانة المفروض القيام بها منذ جانفي الماضي.
ومنذ أيام أعلن قرابة 220 عون من أعوان ديوان الطيران المدني والمطارات الموضوعين على ذمة شركة "تاف" تونس بمطار المنستير انشقاقهم عن النقابة الأساسية بالمطار التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل وانضمامهم إلى إتحاد عمال تونس، الذي يقوده اسماعيل السحباني.
وأوضحوا في بيان لهم أن الوضعية لا تزال شائكة جدا بمطار المنستير وأنّ الاعتصام مستمر بسبب "الدور السلبي لأعضاء النقابة الأساسية بالمطار التابعة للإتحاد العام التونسي للشغل ومماطلتهم المقصودة التي تخفي العديد من النوايا والمصالح الشخصية والتجارية".
|
خ ب ب
|