تونس ــ الواعر يواجه صابر بن فرج في “ملعب” التأسيسي… وفوزي البنزرتي على خط التماس

لن يقف أي فريق أو منتخب كروي ندا لمنتخب المجلس التأسيسي التونسي إذا تآلف. كيف لا وهو يضم أبرز الوجوه الرياضية في تونس (لاعبون ومدربون ورؤساء جمعيات…) ولكن ما فائدة الرمي بالرياضي في ملعب السياسة؟ لم نتعود طيلة العقود الماضية على ملاحظة الرياضيين في معترك السياسة لهذا فوجئ الرأي العام بإعلان اللاعب ياسين بوشعالة دخوله معترك انتخابات المجلس التأسيسي عن حزب العدالة والتنمية بصفاقس.



تونس ــ الواعر يواجه صابر بن فرج في “ملعب” التأسيسي… وفوزي البنزرتي على خط التماس

 

 لن يقف أي فريق أو منتخب كروي ندا لمنتخب المجلس التأسيسي التونسي إذا تآلف. كيف لا وهو يضم أبرز الوجوه الرياضية في تونس (لاعبون ومدربون ورؤساء جمعيات…) ولكن ما فائدة الرمي بالرياضي في ملعب السياسة؟
لم نتعود طيلة العقود الماضية على ملاحظة الرياضيين في معترك السياسة لهذا فوجئ الرأي العام بإعلان اللاعب ياسين بوشعالة دخوله معترك انتخابات المجلس التأسيسي عن حزب العدالة والتنمية بصفاقس.
وقع المفاجأة تقلص نسبيا بعد ما عرف المتفاجئون أن بوشعالة يمتلك المؤهلات المناسبة في هذا المجال فهو صاحب الأستاذية في الحقوق وقد نراه دكتورا في أحد الاختصاصات القانونية. لكن الحدث صنعه شكري الواعر صاحب الصولات والجولات في كرة القدم بعيدا جدا جدا عن عالم السياسة. فهذا الرياضي المشهور والمحبوب أصدع بترؤسه قائمة تونس1عن حزب الاتحاد الوطني الحر فتحول بين عشية وضحاها (أو أقل من ذلك) إلى رجل سياسة.

وبالتوازي أعلن اللاعب المشاكس صابر بن فرج عن خوضه الانتخابات ضمن حزب المبادرة وبعدها بيوم واحد لحق به في الحزب ذاته أحد أهم الوجوه الرياضية الحالية ونعني بذلك الرئيس السابق لنادي حمام الأنف المنجي بحر صاحب المواقف والتعليقات الطريفة.

وفيما تلاحقت ترشحات رؤساء الاندية (المهدي بن غربية وحمودة الوزير وصلاح الدين الزحاف…) جاءت مفاجاة أخرى مدوية من حديقة الراضة ـ أ ـ حيث لم يستبعد المدرب القدير فوزي البنزرتي إمكانية إعلانه قريبا جدا عن خوض الانتخابات السياسية.

بهذا تصبح التشكيلة الرياضية متوازنة نسبيا ولكن ما العمل إذا وجد شكري الواعر نفسه في مواجهة مباشرة مع صابر بن فرج وكيف يتصرف جمهورا الترجي التونسي والنجم الساحلي؟ وهل يميل فوزي البنزرتي "لتدريب" الواعر كما لحق المنجي بحر بصف بن فرج؟. ثم ما العمل إذا خرج التنافس عن الروح الرياضية أو بالأحرى السياسية؟.

الإشكال في هذا المجال أن حكام كرة القدم لم يعلنوا بعد ولاءهم للسياسة كما انه لا مجال للاستنجاد بالورقة الحمراء لأنها أقصيت منذ حل الحزب الحاكم سابقا.

نحن اليوم أمام "لعبة" جديدة علينا..هي لعبة سياسية ديموقراطية تتهافت فيها الأحزاب السياسية على التعريف بنفسها وبرامجها وعلى كسب الناخبين بما يعني أن الغاية لديها تبرر الوسيلة.

لا يمكننا أصلا مناقشة مدى قدرة شكري الواعر وصابر فرج وغيرهما على صياغة أهم قانون تونسي (الدستور) أو اختيار الحكومة التي ستحل محل حكومة قايد السبسي ففاقد الشيء لا يعطيه. ولكن يمكننا مناقشة دخولهما معترك الحياة السياسية.

فمن راهن عليهما لم يراهن في الحقيقة على شخصهما ولا على تسيسهما ولا على تجربتهما السياسية العذراء أصلا, بل راهن على شعبيتهما.

فشعبية شكري الواعر مثلا تتجاوز أسوار حديقة الترجي إلى الكثير من أحباء المنتخب في جل ولايات الجمهورية. وصابر بن فرج يحظى بمحبة أبناء النجم الساحلى حتى وهو يلعب لصالح حمام سوسة. وفوزي البنزرتي يتمتع بتأييد شق كبير من أحباء كرة القدم في تونس. اما المنجي بحر الذي عارضه شق من أحباء الهمهاما فإن طرافته ومواقفه أدخلته قلوب أغلب الرياضيين التونسيين.

يبقى امامنا عند هذا الحد سؤال مهم يتعلق بالمواطن العادي الذي يتوجه يوم الانتخاب للاختيار المجلس التأسيسي فهل سينظر إلى الواعر أو بن فرج أو غيرهما بوصفهما رياضيين بارعين أم بوصفها سياسيين عديمي التجربة والمعرفة؟
هل تكفي شهرتهما في المجال الرياضي لإنجاح حزبيهما في المجال السياسي؟
من باب الاستشراف والتوقع والمنطق نجيب بالنفي ولكن لننتظر الانتخابات (لو قدر لها أن تتم في موعدها يوم 23 أكتوبر القادم) فلربما تكذّب تكهناتنا.

 

 

عادل العبيدي     

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.