نَثرت فوق ثراك الطاهر الهُدُبا …فيا دمشق لماذا نبدأ العَتَبا؟
هكذا كتب الدمشقي نزار قباني منذ سنين يسال دمشق إن كان سيشكو لها العروبة أم يشكو لها العربا؟ واليوم نتساءل نحن أيضا في تونس إن كنا سنشكو العروبة ام العرب التونسيين من هجرهم لدمشق…
افتتاحية المصدر |
نَثرت فوق ثراك الطاهر الهُدُبا …فيا دمشق لماذا نبدأ العَتَبا؟ هكذا كتب الدمشقي نزار قباني منذ سنين يسال دمشق إن كان سيشكو لها العروبة أم يشكو لها العربا؟ واليوم نتساءل نحن أيضا في تونس إن كنا سنشكو العروبة ام العرب التونسيين من هجرهم لدمشق… فمنذ بداية انتفاضة الشعب السوري ضد نظام عائلة الأسد في أوائل الربيع العربي سمعنا ولا شك عن وقفة أو وقفتين أمام السفارة السورية ثم أطبق الصمت رهيبا على الشارع التونسي وانصرفنا إلى همومنا الأخرى وهي كثيرة … وحتى نحن في "المصدر" نعترف , بالرغم عن سعينا الدائب إلى عدم نسيان آلام الشام, إلا أن الأحداث تغلبنا والبعد يغلبنا والوقت يغلبنا… وها نحن بهذا الإحساس المؤلم أننا لا نفي الشهداء العظام ما يستحقون من محبة , وما يستحقون من صلاة… إن عنهجية هذا النظام الذي كم دافعنا عنه بكل محبتنا لدمشق وفي أحلك الأيام لا تقدر بوصف. إن الإيديولوجية التي رفعها النظام السوري والتي كانت تحكي عن القومية العربية والوحدة والاشتراكية ليست سوى كذبة كبرى تمكنت من خلالاها هذه العائلة من الإمساك بتلابيب هذا الوطن واستنزاف مقدراته القليلة لمصالحها البحتة. وهي اليوم تدافع بشراسة وضراوة السراق عما سرقت من شعبنا هناك. لا يحق اليوم لأي وطني عربي ولا يحق بالتحديد لأي وطني تونسي ونحن الذين رفعنا السقف عاليا في سماء الربيع العربي أن لا يصرخ بوجه الطغمة الحاكمة في دمشق ,ان يندد بها وبمن يقف معها في غيها. لا يحق اليوم لأي مناضل صادق يحمل الفكر البعثي الأصيل الذي نعرفه عن ميشال عفلق وعن غيره من المناضلين القوميين السوريين إلا أن يصرخ في وجه الأسد وجيشه الفاسد الذي يقتل الأطفال ويعتقل النساء والرجال ويستعمل الطائرات والمدافع ضد المظاهرات الشعبية. الطبقة السياسية التونسية مدعوة اليوم , بما حباها نضال شباب 14 جانفي من مكانة ريادية في الساحة العربية , إلى القيام بدورها الريادي كاملا والمناداة أولا باستدعاء السفير التونسي وثانيا بشجب رسمي تونسي لما يجري من مجازر وثالثا بالدعوة جهارا في الجامعة العربية ( أوما بقي فيها) لموقف ينتصر للشعب السوري بوضوح . إن هذا الواجب القومي لهو أضعف الإيمان من شعب استطاع بايمانه أن يسقط عصابة السراق عنده ملما لا يعين إخوته لننهي عصابة السراق هناك أيضا…
|
|