الجمعية التونسية للمالية الإسلامية تدعو إلى تكوين صندوق يُعنى بتجميع الزكاة في تونس

تدعو الجمعية التونسية للمالية الإسلامية إلى بعث هيكل أو صندوق وطني يُعنى بجمع الزكاة وحصرها في هيكل واحد وذلك خدمة لأغراض التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر التشجيع على بعث المشاريع الصغيرة والمساهمة في إيجاد مواطن لشغل علاوة على معالجة بعض المظاهر والظواهر المتردية المتصلة بالأوضاع الصحية والمرافق الأساسية.

وتعتزم الجمعية من خلال تنظيمها منتدى الزكاة الأول من 23 إلى 25 سبتمبر الجاري بنزل الريجنسي بالضاحية الشمالية وانتهاء الأشغال صياغة مشروع مسودة زكاة تتماشى والواقع التونسي تخول تسيير الهيكل المزمع تكوينه وسيساهم ثلة من رجال القانون والمختصين في المالية الإسلامية إرساء الآليات القانونية والتشريعية لوضع الأسس الأولى لهذا الهيكل أو الصندوق.

وأبرز السيد علي الطبيب عضو مؤسس بالجمعية ومستشارها في ندوة صحفية انعقدت يوم الثلاثاء لتقديم هذا المنتدى،أن الزكاة حسب الشريعة الإسلامية حقّ ( قال تعالى :"وفي أموالهم حقّ.") وبالإمكان أن تكون حلاّ للعديد من الإشكاليات التي ظهرت في بلادنا بعد الثورة من ذلك مكافحة البطالة والمساهمة في القضاء على الفقر الذي تفشى كثيرا في المجتمع التونسي (حوالي 3 ملايين تونسي يعانون من الفقر).

وأشار إلى أحد دكاترة الاقتصاد أنجز دراسة مقارنة في 6 دول عربية إسلامية تستعرض واقع الزكاة إذ أظهرت هذه الدراسة أن تطبيق الزكاة يختلف من بلد إلى آخر و في بلد مثل السودان تُخصم من المورد وبالقانون واقتطاعها خاصة من الأجور المرتفعة وتساوي الزكاة التي اقتطاعها حوالي 2% من الناتج المحلي الداخلي لهذا البلاد.

وكشفت الدراسات في مصر أنه في حالة تطبيق الزكاة وحصرها في هيكل موحّد إنه بالإمكان جمع حوالي 17 مليار جنيه أي حوالي 3.4 مليون دينار تونسي.

لأما بالنسبة إلى تونس فقد أفاد علي الطبيب لا توجد دراسات في الغرض مشددا على ضرورة أن يقوم طلبة المراحل الثالثة من التعليم العالي والمتخصصين في المالية الإسلامية بإنجاز مثل هذه الدراسات التي تعتبر مهمة وجديرة بالمتابعة.

وعمّا إذا كانت فكرة الزكاة كفكرة وتصوّر والحرص على بعث هيكل للغرض تتعارض مع الصندوق الوطني للتضامن 26-26 أكد مستشار الجمعية أن هذا الصندوق وبعد ما كشفت عنه الثورة من تجاوزات للرئيس المخلوع قد مات في مُخيلة التونسي موضحا أن شروط لزكاة مُحدّدة ومضبوطة حسب الشريعة الإسلامية.

وكشف إثر ذلك عن بعث في الثمانينات لصندوق للزكاة توفق إلى جمع حوالي 10 ملايين دينار من أصحاب الخير.

ويتضمن برنامج المنتدى استعراض الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للزكاة وعرض للتجربة الكويتية والسودانية في مجال التعاطي مع مسألة الزكاة.فضلا عن تنظيم ثلاث ورشات عمل وتهم الأولى الأئمة والوعاظ وموضوعها الجوانب الشرعية للزكاة وسيتم خلالها شرح المعيار الشرعي للزكاة وستتخصص الثانية للخبراء المحاسبين وموظفي الجباية وسيكون موضوعها الجوانب المحاسبية للزكاة.

وستركز الورشة الثالثة أشغالها على بعث مؤسسة للزكاة وسيتم خلالها صياغة مشروع لإقامة صناديق للزكاة يلائم الخصوصية التونسية.