صوت أبو مازن في الأمم المتحدة , حتى وإن كان أقل فصاحة من صوت ياسر عرفات سنة 1974 , وتأتاة بنيامين ناتنيتهو على نفس المنبر , عودة علي عبدالله صالح بدون رخصة وخلسة فجر الجمعة الماضي إلى صنعاء , ودعوة الملك عبدالله للسماح للسعوديات بالترشح والانتخاب في مجلس الشورى والمجاس البلدية , وهذا المعارض البحريني, رئيس جمعية الوفاق الذي يسخر …
افتتاحية “المصدر” |
صوت أبو مازن في الأمم المتحدة , حتى وإن كان أقل فصاحة من صوت ياسر عرفات سنة 1974 , وتأتاة بنيامين ناتنيتهو على نفس المنبر , عودة علي عبدالله صالح بدون رخصة وخلسة فجر الجمعة الماضي إلى صنعاء , ودعوة الملك عبدالله للسماح للسعوديات بالترشح والانتخاب في مجلس الشورى والمجاس البلدية , وهذا المعارض البحريني, رئيس جمعية الوفاق الذي يسخر أمام العالم من تبلد ذهن حكومته التي شارك في انتخاباتها 11 بالمائة فقط من الناخبين , كل هذا وغيره كثير هي ثمار الربيع العربي, هي ثمار ثورة تونس ومصر واليمن وسوريا منذ الأيام الأولى لسنة 2011 الرائعة, حتى وإن كره الكارهون.. يتفتق ذهن بعض سدنة الحكام السابقين في الوطن العربي بأحاجي لا يضاهي براعتهم في حياكتها إلا براعتهم في ما كانوا يبيعونه لحكامهم الجهلة من أكاذيب على الشعب والعباد… السدنة الذين فقدوا جاههم ومالهم وعرضهم يقولون لنا اليوم هنا في تونس مثلا أن الثورة في الواقع لم تكن وإنما صنعها بن علي بفراره ويقولون لنا في مصر أن مبارك هو الذي حقن الدماء بتنحيه ويقول لنا صالح العائد الخائب أنه جاء حتى لا تشتعل البلاد والبلاد يهدمها ويحرقها ابنه الجنرال بالوراثة, ويقولها لنا سدنة آل الأسد الذين تنجح قناة الجزيرة في الوصول إليهم كل ليلة بأن الثورة السورية من صنع كمشة من إرهابيي قندهار الأفغانية… ومنهم من هم أكثر علما وأكثر تحليلا وأكثر عمقا في المسائل الجيوسياسية…ومنهم نفهم أنه في الواقع كل هذا هراء والثورات العربية من صنع المخابرات الأمريكية التي تتأهب للإنقضاض على هذه البلدان وإقامة انظمة "إسلاموية" فيها بالسند المادي والمالي للغرب…هكذا مرة واحدة. ليس من الغرابة ان يسعى السدنة القدامى ثكالى أبشع الدكتاتوريات على الأرض وأكثرها غباء من نوع دكتاتورية القذافي أو دكتاتورية بن علي, كل بما استطاع من جهده, للدفاع عن مربعه الأخير. فالثابت أن ما خسروه من مال وسلطة وجاه سيحز في قلوبهم.., ولكن لماذا يجدون غريبا أننا نريد من كل قلوبنا أن ننتقم منهم وبشدة ونؤذيهم وبألم ونفردهم فرد البعير الأجرب كما كان يقول أجدادنا. وبالتالي فمع أننا لا نستغرب أن يجدوا لنا ألف عيب فإننا نجدهم عيبا كاملا وصافيا ولا نطيقهم فعلا…
|
|