تونس ـ اتهامات وانقسامات حادة في جامعة الكرة التي تحتضر .. والفيفا تهدد بعقوبة صارمة للكرة التونسية

   بالنظر إلى ما حصل ويحصل في أسوار الجامعة التونسية لكرة القدم وداخل كواليس واجتماعات أعضائها، من خلافات وتصدع حاد في وجهات النظر وانقسامات في المواقف والقرارات، أصبح من نافلة القول إن المكتب الجامعي الحالي يعيش آخر أيامه بل أنه بصدد إتمام أسابيع تبدو عصيبة جدا ومليئة بالمشاكل والمناوشات والاتهامات بين شق يطالب بعقد جلسة عامة خارقة للعادة لتنقيح القانون الأساسي وشق آخر يرفض الجلسة التنقيحية ويطالب بجلسة عامة انتخابية مباشرة دون اللجوء إلى الجلسة التنقيحية.

   وشهدت الندوة الصحفية التي انعقدت صباح الخميس والتي أشرف عليها أمين المال جلال تقية لتقديم القرارات والمشاريع التي تم اتخاذها في اجتماع الأربعاء، مشادة كلامية عنيفة ومناوشات حادة تطورت بسرعة إلى اتهامات متبادلة وعنيفة بين جلال تقية ورئيس الجامعة أنور الحداد.

   وكان جلال تقية وخمسة من أعضاء الجامعة اقترحوا عقد جلسة عامة انتخابية مباشرة دون اللجوء للجلسة الخارقة للعادة لتنقيح القانون الأساسي والاستقالة مباشرة وفسح المجال للانتخابات يوم 29 أكتوبر 2011، وهو المشروع الذي عارضه رئيس الجامعة أنور الحداد و"جماعته" مطالبين بجلسة عامة تنقيحية لتغيير القوانين الأساسية تنتهي بالإعلان عن جلسة عامة انتخابية.

   وقال جلال تقية في تصريح للمصدر إن أعضاء المكتب الجامعي المجتمعين مساء الأربعاء اتخذوا بالإجماع قرار المرور مباشرة إلى جلسة عامة انتخابية وفسح المجال للقائمات الانتخابية للإعداد لانتخابات 29 أكتوبر مضيفا أنه فوجئ برئيس الجامعة أنور الحداد يتراجع 180 درجة في موقفه بين عشية وضحاها ويصر على انعقاد جلسة عامة خارقة للعادة.

   وأضاف إثر حصول اشتباك عنيف واتهامات خطيرة في أعقاب الندوة الصحفية مع رئيس الجامعة أنور الحداد:" رئيس الجامعة مطالب بالكف عن هذه الممارسات الدنيئة التي لا تليق برئيس جامعة.. لقد تم الاتفاق على عقد جلسة انتخابية والإمضاء على البلاغ من قبله ولكنه تراجع  في الوقت الذي كان ينبغي عليه تحمل مسؤولياته كاملة، ما حصل خطير والجامعة أصبحت مفككة تقريبا ومثل هذا التصرف والانفراد بالرأي سيزيد الوضع تعقيدا".

   واتهم العضو الجامعي الطاهر خنتاش رئيس الجامعة بالانفراد بالرأي والتمسك بالبقاء في الجامعة ورفض تطبيق المرسوم الرئاسي عدد 66 لتنظيم الجلسات الانتخابية للجامعات الرياضية وطالب بالامتثال للمرسوم والدعوة لعقد جلسة انتخابية وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالإجماع في الجلسة الدورية التي انعقدت مساء الأربعاء.

   ووصلت الخلافات والانشقاقات إلى حد التلويح برفع قضايا عدلية بتهمة الثلب والاعتداء بالعنف اللفظي إذ علمنا أن جلال تقية أكد أنه سيقاضي أنور الحداد بسبب ما اعتبره تعديا على شخصه.

   وسط هذه الفوضى العارمة والصراعات التي تفتك بالمكتب الجامعي، طالب الاتحاد الدولي للعبة في مراسلة رسمية وجهها إلى الجامعة التونسية لكرة القدم بتوضيح الرؤية وبمنع تدخل السياسة في شؤون كرة القدم في تونس وذلك على خلفية المرسوم الرئاسي عدد 66 والقاضي بعقد جلسة عامة انتخابية في أجل أقضاه موفي أكتوبر المقبل.

   وطلبت الفيفا، التي أبدت قلقها حيال ما يحصل داخل الجامعة التونسية للكرة، توضيحات وردا سريعا مبدية لهجة تهديد واضحة لمنع أي تدخل سياسي في شؤون الهياكل الرياضية.

   وأعلنت مصادر داخل الاتحاد الدولي إنها تسعى إلى ترسيخ استقلالية الاتحادات المحلية لكرة القدم ومن بينها الاتحاد التونسي وأنها ستكون مجبرة على تطبيق اللوائح التأديبية المنصوص عليها في القانون الأساسي للفيفا والتي تتمثل في تجميد نشاط أي اتحاد للكرة يشهد تدخلا سياسيا ومعاقبة كل المنتخبات والأندية وحرمانها من خوض جميع المسابقات القارية والدولية لمدة تتراوح بين عام وعامين .

   وكانت الفيفا جمدت نشاط أكثر من اتحاد محلي لكرة القدم على خلفية تدخل الجهات السياسية في تسيير اللعبة وتوجهاتها وكان آخرها الاتحاد العراقي لكرة القدم.