تونس – الصحافة الحزبية بعد 14 جانفي والمصاعب و” اللوبيات “

أعرب صحفيون يعملون بالجرائد الحزبية عن استعدادهم للعمل معا من أجل ضمان طبع صحفهم وتأمين توزيعها في مختلف الجهات ومواجهة ما أسموه ب”لوبيات” الإعلام القديم التي تسعى إلى احتكار السوق لمزيد كسب المال دون اعتبار لقواعد العمل الإعلامي وأخلاقياته ولا لحق المواطنين في إعلام حر ونزيه ومستقل…



تونس – الصحافة الحزبية بعد 14 جانفي والمصاعب و” اللوبيات “

 

أعرب صحفيون يعملون بالجرائد الحزبية عن استعدادهم للعمل معا من أجل ضمان طبع صحفهم وتأمين توزيعها في مختلف الجهات ومواجهة ما أسموه ب"لوبيات" الإعلام القديم التي تسعى إلى احتكار السوق لمزيد كسب المال دون اعتبار لقواعد العمل الإعلامي وأخلاقياته ولا لحق المواطنين في إعلام حر ونزيه ومستقل.

كما أجمع المشاركون خلال جلسة عمل انعقدت يوم الاثنين بمقر الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال حول مشاغل الصحف الحزبية على ضرورة ضبط توزيع الإشهار العمومي وفق معايير أساسها العدالة والشفافية.

وأعربوا عن شديد استغرابهم ورفضهم لتواصل سياسة المكيالين في منح الإشهار للصحف التي تدعي أنها الأوسع انتشارا.

و اقترح عبد الجبار المدوري من جريدة "صوت الشعب" تشكيل هيئة تشرف على توزيع الإشهار العمومي. و أكد محمد الفوراتي (صحيفة الفجر) من جهته على ضرورة أن تكون قاعدة العدالة هي الأساس في توزيع الإشهار والدعم بين الصحف سواء كانت حزبية أو غيرها.

كما اعتبر عادل الثابتي (صحيفة مواطنون) أن إطلاق تسميات فضفاضة مثل الصحيفة الأكثر انتشارا في بعض الصحف التونسية ليست سوى "بدعة" اختلقها النظام السابق لتوزيع الإشهار دون معايير محددة.

وفي هذا الصدد شبه محمود العروسي، من صحيفة الطريق الجديد، الإشهار والدعم الذي كان يوزعه النظام السابق على الموالين له بالرشوة مضيفا أن عددا من الأحزاب كانت تسعى لإصدار صحف ناطقة باسمها لا رغبة في إبلاغ أصواتها واختلافاتها ولا حبا في الإعلام وحرية التعبير وإنما بهدف كسب المال والاستفادة من التمويل العمومي .

أما في ما يتعلق بالمضمون فيرى عبد الجبار المدوري (جريدة صوت الشعب) أن الصحف الحزبية غير قادرة على تغيير مضمونها لضعف مواردها المالية حيث تعاني أحيانا من صعوبات لدفع مرتبات صحفييها وتنقلاتهم.

بينما يرى محمود العروسي أن الصحفيين مطالبون بالعمل باستقلالية وأن يفرضوا إرادتهم حتى لا يكونوا فقط صوت الحزب وذكر مستدلا على ذلك بأن الصحفيين الذين يعملون في الطريق الجديد امتنعوا عن الكتابة في السابق شهرا كاملا لاختلافهم مع الحزب حول بعض المسائل.

وقد وافقه على هذا الرأي عادل الثابتي الذي أكد أنه يعمل لفائدة صحيفة "مواطنون" دون أن يكون منتميا للحزب الذي تصدر عنه الصحيفة.

وبين أن وجود صحفيين مستقلين في صحيفة حزبية يجعلهم يقدمون الإضافة مما يخدم قضايا كل المجتمع لا فقط الحزب واعتبر ذلك أهم من مجرد السعي لكسب معركة أو تحسين صورة شخص ما أو حزب معين.

وأكد ناجي البغوري عضو الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال أن الصحف الحزبية مدعوة إلى عدم التعويل على المساعدات فلا يمكن حسب تعبيره لأي حزب أن يسعى إلى إنشاء جريدة دون ان تكون له قاعدة جماهيرية وعددا هاما من المنخرطين.

في حين يعتبر الثابتي أن مشكلة التمويل في حاجة إلى دراسة معمقة ويرى أن الصحيفة الحزبية هي في الآن نفسه ذات طابع فكري بما تثيره من جدل وبالتالي فهي في حاجة إلى الإشهار.

واعتبر أن الصحيفة التي تلتزم بقواعد العمل الإعلامي وأخلاقيات المهنة وتحترم القانون من الضروري أن تحظى بالحق في الاشتراك من قبل الإدارات والمؤسسات العمومية.

وأثار الحاضرون مسألة توزيع الصحف وتواصل نفس الممارسات التي تحصل منذ سنوات لتعطيل وصول بعض الصحف للقراء .

وبين يوسف الوسلاتي رئيس تحرير صحيفة "الراية" المستقلة حرصه على حضور الجلسة لدعوة الصحف الحزبية إلى توحيد المجهودات مع الصحف الجديدة الصادرة بعد ثورة 14 جانفي والالتحاق بالنواة التي تم تكوينها من قبل الصحف الجديدة للتفكير معا في سبيل إيجاد حلول للعراقيل التي تواجهها هذه الصحف.

واقترح في هذا الصدد إنشاء شركة لتوريد الورق و اقتناء مطبعة مشتركة وتكوين شركة للتوزيع في مختلف جهات البلاد أو استغلال مطبعة "ساجيب" التي هي على ملك الدولة لطبع صحفها.

وكالات

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.