توتر أمني قبل أسبوع من الانتخابات بسبب قناة “نسمة”

عاد التوتر الأمني إلى البلاد قبل أسبوع من الانتخابات بعدما تصادم مئات المحتجين في مسيرة غاضبة للتنديد بإقدام قناة "نسمة" على بث الفيلم الإيراني المثير للجدل، الذي تمت دبلجته إلى العامية وتضمن مشاهد فيها تجسيد للذات الإلهية.

وانطلقت المسيرة الاحتجاجية بالعاصمة، أمس الجمعة، من جامع "الفتح"، على إثر صلاة الجمعة، وجاب المشاركون فيها شارع لندن رافعين الأعلام السوداء، التي ترمز إلى حزب التحرير الإسلامي، الذي ينادي بالخلافة الإسلامية.

وردد المحتجون بالتكبير عاليا "الله أكبر الله أكبر"، فيما رفع البعض الآخر لافتات تضمنت علامة قاطع ومقطوع على شعار قناة "نسمة"، في إشارة إلى رفضها.

ولم تسجل المسيرة، التي توجهت نحو وزارة الثقافة بالقصبة، في بادئ الأمر أي أعمال عنف، لكن الشرطة أطلقت قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين بعدما قام بعضهم برشقها بالحجارة.

واحشدت قوات الشرطة بكثافة في القصبة وأمام مقر قناة "نسمة"، وكانوا مزودين بالدروع وبنادق إطلاق القنابل المسيلة للدموع، إلى جانب الهراوات والعصي.

وأثارت قناة "نسمة" غضب جزء كبير من التونسيين ببرامجها وانتقاداتها اللاذعة للإسلاميين، وحتى اعتذار مالكها نبيل قروي لم يشفع له من إقدام البعض على محاولة حرق منزله بالأمس.

وكان أكثر من 130 محاميا قد رفعوا قضية عدلية ضد القناة اتهموها فيها بتعمد استفزاز المشاعر الدينية للشعب التونسي.

وقبلت النيابة العامة هذه القضية، حيث فتحت تحقيقا قضايا في الموضوع، فيما استمع مساعد وكيل الجمهورية المكلف بالصحافة والإعلام بالمحكمة الابتدائية بتونس إلى أقوال نبيل القروي منذ أيام.