كانت انظار التونسيين والعالم بأسره متجهة اليوم إلى مدينتي سيدي بوزيد والقصرين عاصمتي الوسط الغربي و منبع الثورة التونسية مطلع سنة 2011 لمعرفة مدى تجاوب الناس مع انتخابات المجلس التأسيسي ولمعرفة الطرف الذي …
تونس – هل تجاوب أبناء سيدي بوزيد والقصرين مع الانتخابات رغم آلام الثورة؟
كانت انظار التونسيين والعالم بأسره متجهة اليوم إلى مدينتي سيدي بوزيد والقصرين عاصمتي الوسط الغربي و منبع الثورة التونسية مطلع سنة 2011 لمعرفة مدى تجاوب الناس مع انتخابات المجلس التأسيسي ولمعرفة الطرف الذي سيصوتون إليه والذين يعتقدون أنه سيُخرج جهتيهما من حالة الظلام التي تمران بها منذ عقود من الزمن .
فكلا الجهتان عرفتا سقوط أكبر عدد من الشهداء في جانفي 2011 وكلاهما عاش طيلة السنين المنقضية الفقر والظلم والتهميش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ..لكن يوم 23 أكتوبر اتضح أن أيضا عانى الظلم والقهر والفقر والتهميش الاجتماعي والسياسي حالة الحزن والشعور بالقهر والظلم المتواصلة إلى الآن لم تمنع مواطني ولايتي القصرين وسيدي بوزيد من التوجه بكثافة إلى مراكز التصويت عكس ما كان يعتقده كثيرون وكلهم أمل في طي صفحة الماضي .
وقد عرفت مراكز اقتراع بالقصرين وسيدي بوزيد إقبالا لم يتوقعه أكثر الناس تفاؤلا لأن الاعتقاد الذي كان سائدا بالجهتين هو ان الناس هناك فقدوا الثقة في السياسة وفي رجالها بعد أن ملوا الوعود الزائفة طيلة أكثر من 50 عاما .كما كان هناك طيلة الأيام الماضية شبه تخوف من الناس من حصول أحداث يوم 23 أكتوبر .
لكن إحكام المراقبة الأمنية والعسكرية بالجهتين منذ انطلاق الاعداد لهذه الانتخابات كان ملحوظا وكان هناك حرص من المواطنين أنفسهم على تجنيب الجهة المزيد من الجراح والآلام وهو ما أكدوا عليه بمناسبة أداء واجبهم الانتخابي .
وتوزع الاقبال بين الرجال والنساء والشيوخ والشباب والكل بدا متحمسا لهذا الموعد الهام وكان الاكتظاظ ميزة أغلب مكاتب التصويت لاختيار قائمة من جملة الخمسين قائمة المترشحة .
ولم تخل القصرين وسيدي بوزيد كغيرهما من المناطق من الحديث عن تجاوزات بعض المترشحين يوم الاقتراع امام مكاتب التصويت وأحيانا بعيدا عن الانظار للتأثير على الناخبين وخاصة كبار السن الذين لا يعرفون لمن سيصوتون إضافة إلى محاولات لشراء ذمم بعض الشبان بالأموال من طرف حزب يدعي أنه شبابي وأنه مهتم بمشاغل الشباب .
لكن بصفة عامة كان المشهد عاديا بالجهتين يوم الاقتراع .
وتقول مصادر من هيئة الانتخابات بالدائرتين المذكورتين أنها بصدد تلقي كل المعطيات عن التجاوزات الحاصلة وأنها بصدد البت فيها أو ستنظر فيها بعد نهاية التصويت .
وتواصلت حالة الاكتظاظ داخل مكاتب التصويت بالقصرين وسيدي بوزيد إلى الساعة الأخيرة من موعد غلق الأبواب والكل يحاول عدم التفويت في هذه الفرصة التاريخية للمساهمة في إعادة الاعتبار لعاصمتي الوسط الغربي ولتونس بشكل عام .
ولم تتضح إلى حد كتابة هذه الأسطر أية بوادر حول النتائج التي ستُفرزها هذه الانتخابات لأن الجميع أكدوا أنهم صوتوا بناء على قناعاتهم الشخصية المتعددة والمتنوعة .