لم يعد أمرا جديدا الحديث عن سطوة اللاعبين العرب والأفارقة والمسلمين على الكرة في أوروبا بوجه خاص والملاعب العالمية بصفة أشمل فما يفعله الإيفواري ديديي دروغبا مع تشيلسي الأنقليزي أو الكمروني سامويل إيتو مع برشلونة الإسباني وأنتر ميلان الإيطالي سابقا وأنجي الروسي حاليا،
العنصرية ضد المسلمين والأفارقة آفة تهدد الملاعب الأورويبة والفيفا عاجزة عن الحلول |
لم يعد أمرا جديدا الحديث عن سطوة اللاعبين العرب والأفارقة والمسلمين على الكرة في أوروبا بوجه خاص والملاعب العالمية بصفة أشمل فما يفعله الإيفواري ديديي دروغبا مع تشيلسي الأنقليزي أو الكمروني سامويل إيتو مع برشلونة الإسباني وأنتر ميلان الإيطالي سابقا وأنجي الروسي حاليا، وما يقدمه الجزائري الأصل كريم بن زيمة والتونسي المولد سامي خذيرة مع ريال مدريد وغيرهم كثيرون يقيم الدليل القاطع على أن الملاعب الأوروبية تستمد إثارتها ومكانتها من إفريقيا ومن لاعبين أصولهم عربية مسلمة وخطاهم تقتفي أثر النجم الفرنسي الجزائري الأصل وأقرب الناس إلى قلوب الفرنسيين زين الدين زيدان.
وتظل النقطة السوداء في سيطرة اللاعبين الأفارقة والعرب المسلمين على أكبر البطولات في العالم هي العنصرية التي يتعرض لها هؤلاء أحيانا كمن جماهير الأندية المنافسة وأحيانا أخرى من اللاعبين المنافسين بل في قليل من الحالات من لاعبين في الفريق نفسه. ولعل الكثيرون يذكرون ما لقيه نجم تشيلسي الأنقليزي، المهاجم الإيفواري ديديي دروغبا من هتافات عنصرية وعبارات شتم بسبب أصوله الإفريقية وصلت حد تشبيهه بالقرد وإلقاء قشور الموز أو بعض الفاكهة عليه. وقال دروغبا معلقا على المعاملة التي يجدها وسائر اللاعبين الأفارقة والمسلمين:" تعودت على هذه الأساليب الرخيصة ولم تعد تقلقني بل أصبحت حافزا لي للتسجيل في سباك المنافسين ثم التوجه إلى جمهور الفريق المنافس لتحيته… ما يحصل ليس جديدا في الكرة الأوروبية ولكن ماذا عسانا نفعل نحن الأفارقة؟ ".
وتزايدت ضاهرة العنصرية خاصة في الملاعب الأنقليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية حيث يوجد عدد كبير من الأفارقة والمسلمين على غرار نجمي المنتخب الإيفواري الشقيقين "يحيى توريه" و"حبيب كولو توريه" والغاني " ماريو بالوتيلي" مع مانشستر سيتي والفرنسي من أصول إفريقية "باتريس إيفرا"، قائد مانشستر سيتي وسامي خذيرة وكريم بن زيمة ومامادو ديارا مع ريال مدريد الإسباني والماليين سايدو كايتا مع برشلونة وعمر كانوتي مع إشبييلية الاسباني والتونسيين كريم حقي مع هانوفر 96 وسامي العلاقي مع ماينز 05 وعمار الجمل مع كولن وعصام جمعة مع أكسير الفرنسي وأيمن عبد النور مع تولوز والمصري محمد زيدان مع دورتموند والمغربي يوسف حاجي مع ران الفرنسي وغيرهم.
وتفشت ظاهرة العنصرية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة الماضية دون أن يجد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ولا الاتحادات المحلية للعبة حلا جذريا يستأصل هذه الآفة من الملاعب ويعاقب بصرامة مرتكبيها والأندية التي يشجعون. وعجزت الجامعة الدولية لكرة القدم "فيفا" عن إيقاف نزيف العنصرية في ملاعب أوروبا على وجه الخصوص كما فشلت في التعاطي مع الظاهرة الخطيرة التي يعتبرها الكثيرون من علماء الاجتماع آفة تهدد بشكل كبير كرة القدم في العالم. وتفشت الظاهرة أيضا في صفوف اللاعبين فخلال الأسبوع الماضي صرح المهاجم الدولي المالي وقائد إشبيلية الاسباني ، فريديريك عمر كانوتي المعروف بنزعته نحو الدفعا عن الدين الإسلامي في الملاعب الاسبانية بأنه تلقى إهانات عنصرية من لاعب برشلونة سيسك فابريغاس خلال مباراة الفريقين في بطولة اسبانيا وطالب الكثيرون الجامعة الاسبانية بفتح تحقيق في الحادثة ولكن شيئا من ذلك لم يكن.
وكان لاعب المنتخب الفرنسي من أصل إفريقي وقائد مانشستر يونايتد باتريس إيفرا تعرض بدوره منذ أسبوعين إلى معاملة عنصرية من قبل مهاجم ليفربول لويس سواريز الذي توجه بكلمات بذيئة وعبارات عنصرية تجاه إيفرا واصفا إياه بالزنجي والعبد. ويكاد جل اللاعبين الأفارقة والمسلمين في الملاعب الأوروبية يجمعون على تفشي آفة العنصرية وفشل الاتحادات المحلية للعبة في التعاطي معها وعجز الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في وضع حد لها وفرض عقوبات صارمة على اللاعبين والمدربين والأندية التي يأتي أنصارها سلوكات عنصرية تحرض على العنف ونبذ العرب والأفارقة والمسلمين في ملاعب أوروبا.
|
الحبيب بن أحمد
|