جيهان عبد العظيم : هناك مؤامرة على المسلسلات الحلبية
جيهان عبد العظيم : هناك مؤامرة على المسلسلات الحلبية |
تتسم بأنها هادئة الطباع، ورقيقة وحساسة بمشاعرها، وهذا ما يظهر جلياً في كثير من الشخصيات التي جسدتها، وخاصة تلك التي تنتمي إلى البيئة الحلبية، فمن منا لا يذكر تلك الفتاة اليتيمة التي تدرس وتجتهد لتصبح واحدة من أبرز المحامين في مدينتها من خلال مسلسل “البيوت أسرار” . ولأنها تحب أعمال البيئة الحلبية تقول إن هناك مؤامرة على هذا النوع من الأعمال حيث لا يوجد اهتمام بها .
ما الأعمال التي شاركت بها في الموسم الرمضاني الفائت؟ – كان لي دور البطولة في مسلسل “صايعين ضايعين” للمخرج صفوان نعمو وتأليف رازي وردة وبالاشتراك مع أهم أبطال الكوميديا في سورية ومصر، كما كان هناك مشاركة لبنانية أيضاً، وهي المرة الأولى التي أشارك بها في عمل كوميدي كامل، رغم أنني شاركت في لوحات من مسلسل “بقعة ضوء”، ولكنني لم أقدم أي شخصية في “صايعين ضايعين” بقدر ما قدم الفنانون أيمن رضا وعبد المنعم عمايري وباقي النجوم، كما كان لي مشاركة في الجزء الثاني من مسلسل “الدبور” بنفس شخصية “نزيهة” في الجزء الأول ولكن مع الكثير من التطوير في هذه الشخصية، كما كنت ضيفة في مسلسل “أيام الدراسة” الذي لم أكن أتوقع أن ينال هذا الصدى من المتابعة والمشاهدة، كما اعتذرت عن مسلسل “العشق الحرام” لأنني لم أر نفسي ضمن شخصيات المسلسل، إضافة إلى سفري في تلك الفترة .
وكيف كانت ردود الفعل على شخصيتك في “صايعين ضايعين”؟ – هناك تقبل كبير وإعجاب من قبل كل من شاهدني فيه وقالوا إنني لم أكن متصنعة بأدائي الكوميديا، وبالعموم أنا لا أرغب بتأدية أي دور أمام الكاميرا وأظهر به على أنني أمثله، بل أحب أن أعطي الدور حقه وأشعر به إن كان ألماً أو حزناً أو حتى فرحاً وضحكاً .
وكيف تقيمين هذه التجربة الأولى مع المخرج صفوان نعمو؟ – المخرج صفوان نعمو شخص يملك الفكاهة ويتمتع بالمرح بشكل عام، أما عن طريقته في التصوير فلم نكن معتادين التصوير بطريقة (الريد)، وهذه هي المشكلة التي عانينا منها نحن الممثلون ضمن موقع التصوير، فنحن معتادون أن الإضاءة تأخذ بين ربع إلى نصف الساعة لتجهيزها ثم نقوم بتصوير المشهد، أما على طريقة المخرج صفوان نعمو (كاميرات الريد) فهناك تعديل للإضاءة في كل مشهد أو مقطع لأي مشهد، وهذا يتطلب نحو الساعة ونصف الساعة وأحياناً أكثر من ذلك، ما يشعر الممثل بالملل من المشهد والخروج من الحالة التمثيلية للدور المسند له، واكتشفنا أن هذا الوقت الذي يأخذه الفنيون في الإضاءة هو الذي أظهرنا بهذه الطريقة التي شاهدناها .
كيف وجدت مشاركة الفنانين المصريين في الدراما السورية؟ – كنت معجبة بهذه التجربة الجديدة من نوعها علينا، حيث اعتدنا، وخاصة في السنوات الأخيرة، أن الممثل السوري يذهب ليشارك في الدراما المصرية ضمن طاقم من الفنانين والفنيين المصريين، ولكن هذه التجربة عكست الآية وقدمت لنا الكثير، فأنا من المعجبين بالفنان حسن حسني وأرى أنه اليوم هرم من أهرامات السينما المصرية، فهو صاحب النكهة الخاصة في الأفلام المصرية .
ولكن وللصراحة أستمتع أكثر في مشاهدتي لأي عمل (مصري – مصري) أو أي عمل (سوري – سوري) ولا أعلم سبب هذه المتعة، وأعتقد أنني أضيع عندما أرى عدداً من الجنسيات في عمل واحد وأفقد فكرة العمل، ولكن في “صايعين ضايعين” أحببت تقلب اللهجات بين الفنانين، فمثلاً تحدث الممثل حسن حسني باللهجة الشامية وكان هذا غريباً من نوعه وأثار روح الفكاهة ضمن العمل والمشاهد، كما تحدث كل من الفنانين عبد المنعم عمايري وأيمن رضا باللهجة المصرية، بأخطاء كثيرة، مقصودة، ما أضاف الحس الفكاهي إلى العمل وكان هناك تفاهم وانسجام بين هؤلاء الثلاثة ضمن العمل وكأنهم أصدقاء منذ فترة طويلة جداً .
هل ممكن أن تفتح مشاركة بعمل كوميدي ك “صايعين ضايعين” باب الثنائي الكوميدي بينك وبين الفنانة هبة نور كما كان الفنانان نضال سيجري وباسم ياخور في “ضيعة ضايعة”، وهل يمكن القول إنكما أول ثنائي كوميدي نسائي في سورية؟ – بصراحة، لم تكن هذه الفكرة تخطر في بالي، وشكراً على هذا السؤال، ففكرة الثنائي النسائي أو الأنثوي الكوميدي جديدة نوعاً ما ولم تطرح في الدراما السورية، وأعتقد أنه إذا تم طرح هذه الفكرة في المستقبل فلن يكون سوى مع الفنانة هبة نور، لأني أرتاح كثيراً إلى العمل معها، فهناك كيمياء خاصة معها لم تكن مع أي ممثلة من قبل، وهناك كثيرون ممن راهنوا على أن هبة لن تنجح ضمن هذا الوسط، وهي أثبتت جدارتها في الفن وكان لها حضورها وخاصيتها التي أعجبت كل من شاهدها .
ولماذا لم يلق مسلسل “صايعين ضايعين” الأصداء التي توقعها القائمون عليه؟ – لا أعلم، وكنا رصدنا له النجاح .
إلامَ ترجعين سبب الزيادة في إنتاج الأعمال الكوميدية لهذا العام؟ – الوضع العام الذي يعيشه العالم العربي يحتم علينا إنتاج هذا النوع من الأعمال، وبرأيي أن العالم العربي كله بحاجة إلى الابتسامة والضحك، وبالنسبة إلىّ وإلى ما تعيشه سورية، فإنني بحاجة كي أضحك ولم أعد أحتمل أن أشاهد أي عمل يطرح أي نوع من العنف والمشكلات، مع احترامي لكل من عمل في هذا النوع من الأعمال، والآن بت أفهم سبب نجاح اللبنانيين في برامجهم وأعمالهم الكوميدية والمنوعة، فهم يعيشون أزمة داخلية ضمن بلدهم ويخرجون منها بالحس الكوميدي .
ولماذا تراجع إنتاج أعمال البيئة الشامية هذا العام؟ – “كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده” فعندما نرى نحو أربعة إلى خمسة أعمال في الموسم الواحد يصاب المشاهد بالملل، ولماذا لم ننتج أي أعمال من بيئات سورية أخرى كالحمصية والحلبية مثلاً؟ ولماذا تم إبعاد الأضواء عن أعمال البيئة الحلبية ونحن نملك الكثير من الفنانين الحلبيين الموهوبين، وأعتقد أن هناك مؤامرة على هذا النوع من المسلسلات، فأهم الأعمال التي أنتجتها الدراما السورية هي حلبية ك “خان الحرير، باب المقام، الثريا، سيرة آل الجلالي . . .” ومعظم أهم نجوم الدراما السورية هم حلبيون، لا تعتبروا أنني متعصبة للبيئة الحلبية أو فنانيها كوني من مدينة حلب، لا، فبالنهاية أنا فنانة سورية لكنني أتمنى على المخرجين الذين ينوون تقديم أعمال من البيئة الحلبية أن يستعينوا بفنانين منها .
هل تمنيت المشاركة بعمل عرض هذا العام ولم تشاركي به؟ – أنا دائماً أغار من الأعمال التي تخرجها رشا شربتجي، ولم أعمل وأشارك بأي عمل معها منذ سنتين، كما علمت أن مسلسل “الولادة من الخاصرة” نال المرتبة الأولى بعدة استطلاعات أجرتها وسائل الإعلام، وأنا كنت قد شاركت مع المخرجة رشا شربتجي بأول الأعمال التي أخرجتها، وأنا متأكدة من أن رشا كانت اختارتني لو رأتني بأي دور في أي عمل قامت به .
لماذا يتحدث الفنانون والفنانات في سورية دائماً عن رغبتهم بالعمل مع المخرجة “رشا شربتجي”؟ وما هي الخاصية الموجودة عندها وليست عند غيرها من المخرجين؟ – خاصية رشا شربتجي أنها تُنطق الحجر، وهذا رأيي بعيداً عن كل المجاملات، وهي مجتهدة جداً وتعمل على أي ممثل يقف في موقع تصويرها، فمن منا لا يذكر “غزلان في غابة الذئاب”، وهناك الكثير من أهرامات الإخراج في سورية ورشا أحدها .
رغم الحديث عن تراجع أعمال البيئة الشامية، فإننا نلحظ تراجعاً في أعمال البيئة عموماً، ما السبب؟ – برأيي أن السبب يعود إلى عدم إخراج “هيثم حقي” لأي عمل، فهو من خلق هذا النوع من الأعمال الدرامية وخاصة الشامية والحلبية، ومع احترامي لكل المخرجين الذي عملوا في البيئة الحلبية إلا أن أعمال هذا النوع من البيئة كانت تعتمد على ما يقدمه المخرج هيثم حقي وكذلك المخرج علاء الدين كوكش الذي عملت معه في “البيوت أسرار”، وأجمل من قدم البيئة الحلبية وأهل حلب هو المخرج هيثم حقي .
عملت في الدراما الخليجية، كيف وجدتها؟ – هي دراما جيدة وأنا أحب العمل معهم ومع أغلب الممثلين الخليجيين، وتربطني بالبعض منهم صداقات، ولكن ومن باب الخوف عليهم أقول يجب أن يتعبوا على أنفسهم أكثر لأن لديهم الكثير لكي يقدموه أكثر مما نشاهده . ما سبب رفضك للعمل في المسلسل المصري “زهرة البرية”؟
– لم أحب أن تكون مشاركتي الأولى في الدراما المصرية من خلال عمل بدوي مصري ولهذا رفضت الدور المسند إليّ .
ما الهدف الذي تسعين إلى تحقيقه على الصعيد الفني؟ – أرغب بالمشاركة في السينما المصرية ولا رغبة لي بالمشاركة في الدراما المصرية .
أي الأعمال التي شاركت بها كان له الفضل في تقديمك؟ – بالتأكيد “سيرة آل الجلالي ” .
أين هو الخط الأحمر في أدوار الإغراء بالنسبة إليك؟ وما الفرق بين الجرأة والابتذال في هذا الأمر؟ – هناك الكثير من الأدوار التي كنت أقول إنه من المستحيل أن أجسدها، أما الآن فمن الممكن أن أقوم بأدوار جريئة، فالخط الأحمر لدي هو في كل شيء يؤثر علي أو على بيئتي أو المجتمع واحترامه لي، ولهذا السبب اعتذرت عن الكثير من الأفلام في السينما المصرية، فبالتأكيد لن أقوم بارتداء ملابس البحر ولن أقوم بتقبيل أي أحد أو أسمح له بتقبيلي .
أي من المخرجين كان الأقرب إلى تقديم ما بداخل جيهان عبد العظيم من مخزون فني؟ – بالتأكيد هيثم حقي وعلاء الدين كوكش ورشا شربتجي .
هل تعدين نفسك من نجوم الصف الأول أو الثاني؟ ومن يقيم الفنانين ويضعهم في هذه الصفوف؟ – دائماً ما يطرح اسمي على أنني نجمة من الصف الثاني، ولكن من يقيم الفنانين ويضعهم في هذه القوائم هي الشللية التي تصنع هذه الصفوف وتقيم الفنانين وتضعهم ضمن صف أول أو ثانٍ أو ثالث، علماً أنني دائماً كنت في قائمة نجوم الصف الأول .
وكيف تنظرين إلى الشهرة؟ – لا أحبها أبداً فهي مؤذية جداً .
هل ندمتِ على أدوار قدمتها؟ – هناك الكثير ولكن لا أحب أن أزعج أي أحد عملت معه .
هل أنصفك النقد في سورية؟ – الكثير من النقاد نقدوني بالشكل الجيد، وهناك من نقدني بشكل منطقي وحدد الأخطاء الفعلية لي بأي عمل، وهناك أيضاً نقاد مرضى كحكم البابا فهو مريض نفسياً، لأنه في دوري في مسلسل “سيرة آل الجلالي” الذي نال إعجاب كل النقاد والفنانين والمخرجين وحتى الفنيين، قال إنه أسوأ أدواري التي قدمتها، وأصف هذا النقد بالنقد المريض الذي يعود على ناقده أيضاً بالمرض .
كيف استطعت الخروج من نمطية البنت الطيبة أو المسكينة أو العاشقة أو المغلوب على أمرها؟ – الفضل يعود لمشاركتي مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسل “غزلان في غابة الذئاب”، فكان دوري كله يعتمد على البكاء والمشكلات والضرب والقوة، كما كانت هذه هي المرة الأولى التي أدخن بها السجائر في دور ما، وأيضاً دوري في مسلسل “الهاربة” قدم لي الكثير من ناحية الخروج من نمطية البنت الطيبة .
|
شيحان |