كشف مبروك كرشيد، رئيس هيئة الدفاع عن رئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي، عن وجود استعدادات أوروبية لاستقبال آخر رئيس وزراء ليبي في عهد الرئيس السابق معمر القذافي على أراضيها، ونفى أن تكون أي دولة عربية قد أبدت استعدادها لاستقباله …
تونس – دول أوروبية قد تقبل البغدادي المحمودي كلاجئ سياسي
كشف مبروك كرشيد، رئيس هيئة الدفاع عن رئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي، عن وجود استعدادات أوروبية لاستقبال آخر رئيس وزراء ليبي في عهد الرئيس السابق معمر القذافي على أراضيها، ونفى أن تكون أي دولة عربية قد أبدت استعدادها لاستقباله كلاجئ سياسي. وقال كرشيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات متقدمة، تقودها المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين منذ فترة، قد تفضي إلى نتائج إيجابية في القريب العاجل.
وحول ما نشرته وسائل إعلام محلية عن تأكيد فؤاد المبزع، رئيس الجمهورية التونسية المؤقت، بعدم تسليم البغدادي إلى السلطات الليبية، قال كرشيد إن هيئة الدفاع تقدمت بطلب كتابي إلى رئيس الدولة منذ عشرة أيام، إلا أنها لم تتلق أي إجابة حاسمة حتى الآن. وأضاف أن مطالب مماثلة صدرت عن منظمة العفو الدولية وعن منظمة «هيومان رايتس ووتش» توجهت بدورها إلى الرئيس التونسي، تناشد عدم التوقيع على أمر تسليم البغدادي إلى المجلس الانتقالي الليبي.
واعتبر كرشيد أن الحكومة التونسية تعيش في «ورطة» على حد تعبيره، نتيجة وعد الباجي قائد السبسي السلطات الانتقالية في ليبيا بتسليمها البغدادي منذ أشهر دون أن تعلم تونس التطورات الممكنة لمثل ذلك الملف. وقال إن تونس واقعة حاليا تحت ضغط دولي حقوقي هائل حتى لا تسلم موكله إلى ليبيا، وذلك لوجود مخاطر حقيقية تتهدد حياته كما عبر عن ذلك. وينتظر البغدادي المحمودي، الذي لا يزال رهن الإيقاف، ما ستقرره محكمة الاستئناف بتونس بشأنه يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
إلى ذلك، يشير محللون سياسيون إلى أن تعامل السلطات الليبية مع سيف الإسلام القذافي، نجل القذافي الذي تم إلقاء القبض عليه أول من أمس، قد يحدد بوصلة التوجه التونسي في ملف المحمودي. إذ يعتقد المحللون أن توفير محاكمة عادلة لسيف الإسلام وحسن معاملته، بحسب تعهدات المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قد يسفر عن التوصل إلى توافق حول نقطة تسليم البغدادي المحمودي إلى السلطات الليبية.
أما في حال حدوث غير ذلك لنجل القذافي، فإن الأرجح أن السلطات التونسية ستتنصل من وعد السبسي وترضخ للضغوط الدولية؛ بحجة الحفاظ على حياة المحمودي، وهي حجة ستكون مقبولة في تلك اللحظة من العالم أجمع، بحسب رأي الخبراء.