تأزم الوضع داخل الجامعة العامة التونسية للشغل (CGTT)، المركزية النقابية الثانية التي تمّ تأسيسها في مطلع فيفري الماضي على يدّ مجموعة من النقابيين وعلى رأسهم الحبيب قيزة، رغم أن الفكرة انطلقت منذ عام 2006…
انشقاق داخل الجامعة العامة التونسية للشغل وسحب الثقة من الحبيب قيزة |
تأزم الوضع داخل الجامعة العامة التونسية للشغل (CGTT) ، المركزية النقابية الثانية التي تمّ تأسيسها في مطلع فيفري الماضي على يدّ مجموعة من النقابيين وعلى رأسهم الحبيب قيزة، رغم أن الفكرة انطلقت منذ عام 2006.
فمع أنه لم يمرّ سوى بضعة أشهر على نشاطها الذي كان يراهن على "تصحيح" المسار النقابي الذي عاش طيلة النظام السابق نكسة لا أحد ينكرها، إلا أنّ الانقسام داخل هذه المركزية والتمرّد الحاصل على أحد مؤسسيها وهو الحبيب قيزة بصدد تمزيق أوصالها.
وبعدما بلغ عدد المنخرطين في الجامعة العامة للشغل حوالي 30 ألف منخرط، بدأ أعضاء هذه المنظمة في التراجع بما أنّ العديد من العمال خيّروا الانسحاب منها حتى بلغ الآن عددهم نحو 9 آلاف فقط.
ويعود سبب الانشقاق حسبما أكده للمصدر أحد مؤسسي هذه النقابة ويدعى محمد شقرون إلى ما اعتبره تصلبا في مواقف الحبيب قيزة وبسبب تعنته وقراراته "الاستبدادية" تجاه أعضاء المنظمة "وتصرفه داخل الجامعة كما لو كانت ملكا خاصا به".
ومحمد شقرون هو الرئيس الشرفي للجامعة العامة التونسية للشغل وهو نقابي معروف وكان عضوا سابقا في الاتحاد العام التونسي للشغل وتعرض في النظام السابق إلى تضييقات.
ويقول شقرون للمصدر إن الحبيب قيزة لم يستمع إلى نصائحه بتشريك النقابيين والاجتماع بهم وأنه عمد إلى إقصاء كل من يخالفه الرأي وطرد العديد من الأعضاء بالجامعة بطريقة مخالفة للقانون دون الاحتكام إلى القانون الأساسي للمنظمة، على حدّ تعبيره.
ويضيف أنّ "هذه الممارسات" دفعت بأربعة أعضاء من المكتب التنفيذي للمنظمة (المتكون من 7 أعضاء) إلى تقديم استقالاتهم، وسحب الثقة من المنسق العام للمنظمة الحبيب قيزة.
بدوره، قال نصر الدين بوزراعة (الأمين العام للجامعة الصاعد في المؤتمر الاستثنائي المنعقد في شهر أكتوبر الماضي وهو مؤتمر يطعن في شرعيته الحبيب قيزة) إنّ "المنسق السابق" الحبيب قيزة تجاوز الأرضية مع جملة المؤسسين والمنسقين والنقابات الأساسية".
وأشار في مؤتمر صحفي إلى أنّ سحب الثقة من الحبيب قيزة تأتي في اطار تطبيق الفصل الرابع من القانون الأساسي للمنظمة بعدما استقال أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي وانشق ثلثين من الكتاب العامين للنقابات الأساسية.
والأعضاء الأربعة الذين سحبوا ثقتهم من الحبيب قيزة واستقالوا من المكتب التنفيذي هم سنية الجوادي ولميا بن ناصر وجمال المقدمي، ومحمد شقرون.
وكوّن المنشقون عن الحبيب قيزة هيئة جديدة "تهدف لإصلاح المنظمة وتجديد رؤاها والعمل على تشريك كل النقابيين والدفاع على الطبقة العاملة ومصالحهم".
بالمقابل، عبر الحبيب قيزة عن استغرابه ممن اعتبرهم عناصر انقلابية على المنظمة، معلنا استياءه من عملية تنصيب ما يسمى بمكتب تنفيذي ومعتبرا كل عناصره فاقدي الصفة.
كما أكد الحبيب قيزة في بيانات سابقة تمسك الإطارات النقابية بالمنظمة بعقد المؤتمر الوطني للجامعة العامة التونسية للشغل في أجله يومي 3 و 4 ديسمبر 2011.
يذكر أن بعد ثورة 14 جانفي ولدت نقابيتين جديدتين منافستين للاتحاد العام التونسي للشغل وهما "الجامعة العامة التونسية للشغل" و"واتحاد عمال تونس" الذي أسسه إسماعيل السحباني الذي كان أمينا عاما سابقا للاتحاد العام التونسي للشغل ودخل سابقا السجن بسبب اتهامات بالفساد.
|
خميس بن بريك |