اعتصام أمام مقرّ فسفاط قفصة بالعاصمة لإلغاء نتائج المناظرة وفتح تحقيق

احتشد، اليوم الاثنين، أمام مقرّ فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي بالعاصمة مئات المتظاهرين القادمين من جهتي المظيلة وأمّ العرائس التابعتين لولاية قفصة، مطالبين بإلغاء نتائج المناظرة، التي أعلنت عنها شركة فسافاط قفصة منذ أيام وأدت إلى تفجر احتجاج عارمة هناك.

وتعطلت حركة المرور أمام مقرّ فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي منذ الصباح الباكر بسبب كثرة المعتصمين، فيما وضع عناصر من قوات الجيش حواجز شائكة لمنع المحتجين من اقتحام الشركيتين.

وتجمع قوات من الأمن رغم دخولهم في وقفة احتجاجية اليوم لتأمين سير المرور واحتواء أي مظاهر شغب قد تصدر عن المعتصمين، الذين أبدوا استياءهم الشديد من نتائج المناظرة التي أوقدت احتجاجات عارمة منذ أيام بالمظيلة وأم العرائس، المنطقتين الأكثر تهميشا في الجنوب التونسي.

وأكد أحد المحتجين من جهة المظيلة للمصدر ويدعى سمير قوادر (45 سنة) ويقول إنه عاطل عن العمل طيلة 25 سنة وأب لولدين، أنّ نتائج المناظرة تضمنت الكثير من التجاوزات وأنه جاء للتعبير عن رفضه لهذه النتائج.

وأشار لنا إلى أنّ المحتجين الحاضرين لن يبرحوا مكانهم حتى يتسلموا محضر جلسة موقعا من قبل المدير العام لشركة فسفاط قفصة تقضي بإلغاء نتائج المناظرة وفتح تحقيق في الأشخاص الذين أشرفوا على فرز النتائج وإعلانها.

وأشار إلى أنّ قائمة المقبولين في المناظرة لم تتضمن أفرادا من العائلات المعوزة، فيما شملت أشخاصا آخرين لديهم وظائف وأشخاص مقيمين بالخارج وطلبة ما زالوا يزاولون دراستهم…

من جهته، قال الشاب بليغ موسى (31 سنة) وهو عاطل عن العمل ولم ينشر إسمه ضمن قائمة المنتدبين إنّ نتائج المناظرة باطلة، مؤكدا أنها تضمنت الكثير من الأخطاء.

ويعلل هذا المصدر رفض نتائج المناظرة بقوله إنها تمت على أساس المحسوبية والفساد.

وذكر هذا الشاب أنه يعيش في أسرة متكونة من 12 فردا بدخل وحيد يتمثل في جراية تقاعد والده الطاعن في السن،

وقد أكد أنّ العديد من العائلات المعوزة لم يقع انتداب أي طرف فيها، بالمقابل تمّ انتداب أفراد في عائلات يتمتع أغلب أفرادها بوظيفة، وفق قوله.

وعلمنا أنّ مناظرة الانتداب بشركة فسفاط قفصة تقتضي تعيين 530 عاملا جديدا، لكن الإعلان عن نتائج المناظرة اقتصر على ذكر 310 شخصا فقط، فيما قال مسؤولو الشركة إنّ بقية مواطن العمل لا تتناسب مع مؤهلات المتقدمين للمناظرة.

أما فيما يخص جهة أم العرائس، فتقتضي المناظرة انتداب حوالي 620 شخصا، وقد تخللتها أيضا أخطاء كثيرة، وفق قول المعتصمين.

وقررت شركة فسفاط قفصة تأجيل الإعلان عن مناظرة انتداب أعوان بكل من جهتي الرديف والمتلوي، وهما منطقتان فقيرتان، وذلك خوفا من تزايد أعمال العنف والاحتقان.

وكان مبرمجا أن يتمّ الإعلان عن كل هذه المناظرات في شهر ديسمبر المقبل، لكن ما إن استقالت الحكومة المؤقتة الحالية حتى تمّ الإعلان عن النتائج، ووقعت الفوضى العارمة، ما جعل الكثير من المعتصمين يتسألون عن سبب الإعلان الجزئي والمبكر للمناظرة.

وتمّ فرض حظر تجوّل بولاية قفصة منذ أيام بعدما تمّ حرق العديد من المنشآت العمومية، لكن المواطنين انتقدوا تباطؤ رجال الجيش والشرطة في التدخل لحماية المنشآت.