في افتتاح الدورة 26 من أيام المؤسسة، التي تنتظم يومي الجمعة والسبت (9 و10 ديسمبر 2011) بمدينة سوسة وتجمع العشرات سنويا من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، لاحظنا تواجد زعيم حزب العمال الشيوعي حمة الهمامي، وهو ما أثار تساؤلنا: ماذا يفعل هذا الرجل هنا بين هؤلاء “الليبراليين المتوحشين” كما كان دوما يصفهم؟ …
ماذا يفعل حمة الهمامي مع “الليبراليين المتوحشين” في سوسة؟ |
في افتتاح الدورة 26 من أيام المؤسسة، التي تنتظم يومي الجمعة والسبت (9 و10 ديسمبر 2011) بمدينة سوسة وتجمع العشرات سنويا من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، لاحظنا تواجد زعيم حزب العمال الشيوعي حمة الهمامي، وهو ما أثار تساؤلنا: ماذا يفعل هذا الرجل هنا بين هؤلاء "الليبراليين المتوحشين" كما كان دوما يصفهم؟ فكان ردّ حمّة الهمامي الذي بدا كعادته لطيفا ومتجاوبا مع كل الزملاء الصحفيين، بأنه يشارك في التظاهرة على أساس دعوة توجه بها المعهد العربي لرؤساء المؤسسات، الجهة المنظمة، إلى كل الأطراف السياسية، وأنّ "الأقدار شاءت" أن يكون هو السياسي الوحيد الموجود في الحصة الصباحية لهذه التظاهرة، التي يفتتحها مساء الجمعة الوزير الأاول الباجي قايد السبسي ويشارك فيها الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي وغيره. وتتناول محاور "أيام المؤسسة" قضية جوهرية تعيشها البلاد ألا وهي مسألة منوال التنمية. وبالنسبة إلى حمة الهمامي فقد كانت أبرز دواعي حضوره بين زمرة رجال الأعمال هو الاستماع إلى تقييمهم لمنوال التنمية القديم وتصوراتهم للمنوال الجديد بعد الثورة، التي كشفت على فوارق اجتماعية خطيرة وفشل ذريع في حلّ مشكلة البطالة والتنمية. ويقول حمّة للمصدر "حسبما استمعت إليه من متدخلين هناك من اعتبر أن منوال التنمية القديم فشل من الناحية الاجتماعية وطالب بإعادة النظر فيه وهناك أطراف أخرى ركزت في مداخلاتها على جوانب دون جوانب أخرى". واستغرب متحدثنا من نتائج سبر آراء وقع توزيعها من قبل المعهد العربي لرؤساء المؤسسات على المشاركين في "أيام المؤسسة" وتزعم بأنّ 16 بالمائة فقط من أصحاب المؤسسات يتحملون المسؤولية الماضية في فشل منوال التنمية بشأن تحقيق العدالة الاجتماعية. ويقول حمّة "هذه نسبة ضعيفة وهذه النتائج لا تعكس حقيقة ما وصلت له البلاد في الماضي. اعتقد أن أصحاب المؤسسات ما زالوا يلهثون وراء مصالحهم"، مضيفا أنّه لا يمكن النهوض باقتصاد البلاد ما لم يقرّ كل طرف بمسؤوليته. ويوضح "أنا في رأيي يجب التفريق بين نوعين من المؤسسات: مؤسسات تضررت بشكل كبير في النظام السابق ومؤسسات انتفعت. المؤسسات المتضررة اعتقد أنها ستكون متحمسة الآن لبناء الاقتصاد أما الأخرى فربما تسعى لإرجاعنا إلى النمط الاقتصادي القديم". ويشأن المناخ الاقتصادي الحالي ورسائل الطمأنة التي بعثت بها حركة النهضة إلى الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات المالية (بنوك، بورصة…)، يقول حمة الهمامي "لقد كانت هناك محاولات لطمأنة العديد من الأطراف لكن الانطباعات المتبقية تتفق بأنه لا يوجد أي برنامج ملموس". ويضيف "برامج حركة النهضة والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب التكتل لا تختلف عن البرامج الاقتصادية في نظام بن علي وهي برامج ليبرالية متوحشة وستعيد نفس المشاكل التنموية القديمة". ويتابع "الإشارات الجدية لطمأنة الشعب تقنع المواطنين بأن هناك إرادة حقيقية للتغيير"، لكنه لاحظ أنّ أول إشارة سياسية بعث بها الصاعدون في الحكم كانت خاطئة على حدّ قوله، في إشارة إلى المفاوضات الطويلة بين ثالوث الحكم لتقسيم المناصب بينما يستمر الفراغ السياسي في الحكم إلى الآن. ويقول حمة الهمامي"هناك الكثير من المواطنين الذين التقيت بهم وعبروا لي عن استيائهم من التجاذبات داخل المجلس التأسيسي وتركيز النواب في بعض الأحيان عن الحديث بشأن الانتفاع بالحصانة والمنح وهذا يعيد للأذهان نفس نمط وعقلية البرلمان القديم". وفي نهاية حديثنا معه، وجه حمة الهمامي نداء إلى أحزاب الأغلبية، قائلا "إذا كنتم ستواصلون على هذا المنهج فإن الشعب سيعود لمواجهتكم فالشعب لا يهمه أي حزب وكل ما يهمه هو تحقيق أهدافه".
|
خميس بن بريك |