منصف المرزوقي (66 عاما) الذي انتخب أمس الاثنين رئيسا للجمهورية التونسية عرف بدفاعه المستميت عن حقوق الانسان وبمعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطلق بشأنه عبارته الشهيرة “لا يصلح ولا يصلح”…
منصف المرزوقي… من المعارض الشرس لبن علي إلى الرئاسة |
منصف المرزوقي (66 عاما) الذي انتخب أمس الاثنين رئيسا للجمهورية التونسية عرف بدفاعه المستميت عن حقوق الانسان وبمعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أطلق بشأنه عبارته الشهيرة "لا يصلح ولا يصلح".
ويرأس المرزوقي المنحدر من الجنوب التونسي، حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) الذي أسسه في 2001.
وحقق هذا الحزب بفضل سمعة زعيمه وحنكته بشكل خاص، نتيجة لم يتوقعها المحللون وفاز ب29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليحل ثانيا بعد حزب النهضة (89 مقعدا).
ويشيد الكثيرون بمبدئية المرزوقي وروحه النضالية لكن بعضهم ينتقد اقترابه الصيف الماضي من الإسلاميين في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة أتاحت له تحقيق نتيجة جيدة إذ لم يسع مثل باقي أحزاب اليسار التونسي التي منيت بهزيمة انتخابية إلى استعداء الإسلاميين مركزا على إزالة آثار النظام الفاسد السابق.
والمرزوقي بملامحه السمراء ووجهه الذي يعكس وهج الصحراء ونظارتيه اللتين تنشطان خيال رسامي الكاريكاتور، شخصية عنيدة وتملك موهبة مخاطبة الجمهور بجمله الموجزة والمعبرة.
ويشيد به كثيرون باعتباره "شخصا نزيها" ويملك "ماضيا لا غبار عليه" غير ان البعض خصوصا بين اليساريين العلمانيين ينتقدون اقترابه من الإسلاميين ويأخذون عليه إعلانه بعد ثلاثة أيام من فرار بن علي في 14 جانفي انه ينوي الترشح لرئاسة الجمهورية.
والدكتور المرزوقي طبيب وناشط حقوقي ومفكر وكاتب سياسي ولد في 7 جويلية 1945 في قرنبالية لأسرة تتحدر من قبيلة المرازيق بالجنوب التونسي.
وهو حائز دكتوراه في الطب من جامعة ستراسبورغ (1973) الفرنسية اختصاص الطب الباطني والطب الوقائي وطب الأعصاب وحائز إجازة في علم النفس من كلية العلوم الإنسانية بجامعة السوربون وتولى تدريس الطب في جامعة ستراسبورغ وهو أستاذ سابق بقسم الأعصاب بتونس وأستاذ للطب الحديث بجامعة باريس.
وفي تونس تولى تدريس الطب في جامعة سوسة (140 كلم جنوب شرق العاصمة) من 1981 الى 2000. وفي 1995 منع من أي بحث علمي وفي العام 2000 طرد من كلية الطب بسوسة.
عرف المرزوقي بنضاله الحقوقي وانضم في 1980 الى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وأصبح رئيسها في 1989.
في 1993 أحيل على القضاء اثر تأسيسه جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين وفي 1994 خلع من رئاسة الرابطة فرد على ذلك بالترشح لرئاسة الجمهورية.
ووضع في مارس 1994 في السجن الانفرادي لمدة أربعة أشهر وحرم من جواز سفره وأطلق سراحه في جويلية اثر حملة وطنية ودولية وتدخل الزعيم الجنوب إفريقي نلسون مانديلا.
وفي 1997 أسس مع عدد من المناضلين بينهم الناشط السوري هيثم مناع اللجنة العربية لحقوق الإنسان وترأسها حتى العام 2000.
في 2001 أسس مع العديد من المناضلين والقوى السياسية التونسية المجلس الوطني للحريات.
وفي 2001 أيضا أسس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية الذي لم ترخص السلطات له وأعلن المرزوقي انه "حزب مقاومة لا حزب معارضة" وطالب من خلاله بإسقاط نظام بن علي عوض السعي لإصلاحه وذلك لإيمانه بأنه نظام فاسد غير قابل للإصلاح فصدر بحقه حكم بالسجن لمدة عام.
قوبل هذا الحكم بضغوط دولية على الحكومة التونسية ليرحل المرزوقي بذلك إلى فرنسا حيث واصل نضاله في المنفى.
في العام 2006 عاد إلى تونس من دون موافقة السلطة للدعوة إلى عصيان مدني بهدف إسقاط نظام بن علي ولكنه رحل إلى فرنسا بعد 5 أيام تعرض خلالها إلى الترهيب والتضييق الشديد من قبل البوليس السياسي.
واصل المرزوقي رحلة نضاله في المنفى من خلال كتاباته السياسية ونشاطه في المنظمات الحقوقية الدولية وتحريضه المتواصل على العصيان المدني.
وعاد الى تونس في جانفي 2011 بعيد فرار بن علي ليواصل نضاله من موقعه كرئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور سابقا.
اختلف المرزوقي مع رفاق دربه ممن وصفهم ب "اليسار العلماني والفرنكفوني القديم المنقطعين كليا عن القضايا الحقيقية للشعب التونسي" وذلك اعتبارا من 2003 خصوصا في الموقف من إسلاميي النهضة.
ومع انه لم يغير البتة من موقعه اليساري فانه اقترب من الإسلاميين خصوصا بسبب إيمانه الشديد بضرورة التمسك بالهوية العربية الإسلامية وهو ما ساعده في حملته الانتخابية الأخيرة.
وقال بعد انتخابات 23 أكتوبر "النهضة ليست الشيطان (…) ويجب عدم اعتبارهم طالبان تونس، إنهم فصيل معتدل من الإسلاميين".
غير أن ذلك لم يمنعه من التأكيد على وجود "خطوط حمراء" لا جدال فيها مثل "الحريات العامة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل".
|
عن أ ف ب |