أهالي سيدي بوزيد وضيوفها يحتفلون بثورة العزة والكرامة

لم تتوقف الحركة منذ ،الجمعة، بمدينة سيدي بوزيد التي تجنى اليوم ثمار صرخة عزة وكرامة أطلقها أحد شبابها وسرعان ما انتشر صداها في كافة أرجاء الوطن الذي هب في انتفاظة عارمة زعزعت عرش الطغيان .

فالشهيد محمد البوعزيزي لم يكن لـ"يدرك لحظة اضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 ان تلك الحركة الشجاعة والجريئة" ستكون الشرارة الأولى لانتفاضة شعب قرر ان يقطع مع ممارسات القمع والقهر والظلم الذي عانى منها طيلة عقود من الزمن .

وهو ظلم مارسه دكتاتور جبار هرب قبل غروب شمس 14 جانفي 2011 تاركا وراءه أبناء تونس وبناتها شيبها وشبابها يجاهدون لرسم ملامح جمهورية جديدة نبراسها الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان .

هذه المعاني النبيلة عاشها جمهور غفير ، السبت، بساحة الشهيد محمد البوعزيزي بالجهة وأمام مقر الولاية، جماهير تكاثفت وتلاحمت نساء ورجالا، قدموا من مختلف جهات الجمهورية لإحياء ذكرى انطلاق أول شرارة للثورة وسقوط أول شهدائها في مدينة الرقاب لتطول قافلة الشهداء من سيدي بوزيد والرقاب إلى منزل بوزيان والقصرين وتالة والحامة وصفاقس وتونس العاصمة وغيرها من مدن هذا الوطن العظيم .

للاحتفال بهذه الذكرى المجيدة، انتصبت الخيام والمنصات وهرعت الفرق الإذاعية والتلفزية لتغطية هذه الاحتفالات التي كانت ساحة الشهيد البوعزيزي مسرحها الأبرز، وكان علم تونس يرفرف على أسطح كل بناءات المدينة كما وشحت صور الشهداء صدور شباب الجهة وضيوفها .

"وأنت تنظر لهذا الجمع الغفير وتسمع الهتافات والتصفيق تنتابك أحاسيس مختلفة لا تستطيع ترجمتها بالكلمات" هذا ما أعربت عنه لـ"وات" الصحفية والناشطة السياسية نزيهة رجيبة (ام زياد) وما أكده أيضا كل ضيوف سيدي بوزيد الذين تداولوا على اخذ الكلمة في الاحتفال .

كلمات ارتجلها ضيوف الجهة من ممثلي مكونات المجتمع المدني ومجدوا من خلالها شهداء ثورة الكرامة والحرية ووعدوا بان يبقوا جميعا أوفياء لأرواحهم الزكية ودعوا الجماهير الحاضرة إلى العمل من اجل النهوض بتونس .

وقد تميز الاحتفال الرسمي بذكرى انطلاق شرارة الثورة بحضور رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وعدد كبير من أعضاء المجلس وممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات الوطنية .