سجل أسطورة الكرة التونسية طارق ذياب بيسراه الذهبية الكثير من الأهداف التاريخية، ضحك على الزاكي وخدع الفاسي وتلاعب بالألمان وحمل في جرابه الكثير من الألقاب يبقى أبرزها ما ضمه لرصيده الشخصي، الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1977 ولقب لاعب القرن في تونس. ولكن هل يشفع كل ذلك لطارق حتى يكون على رأس وزارة الرياضة؟
“اليسرى الذهبية” هل تكفي طارق ذياب على رأس الوزارة؟ |
سجل أسطورة الكرة التونسية طارق ذياب بيسراه الذهبية الكثير من الأهداف التاريخية، ضحك على الزاكي وخدع الفاسي وتلاعب بالألمان وحمل في جرابه الكثير من الألقاب يبقى أبرزها ما ضمه لرصيده الشخصي، الكرة الذهبية الإفريقية سنة 1977 ولقب لاعب القرن في تونس. ولكن هل يشفع كل ذلك لطارق حتى يكون على رأس وزارة الرياضة؟ لا أحد يشكك في خبرة طارق الرياضية على الميادين ولكن السؤال يطرحه الكثيرون، حتى أولائك الذين عاصروا إبداعاته ويعترفون بكعبه العالي ورفعة أخلاقه.
لقد نجح طارق ذياب صاحب القميص رقم 10 في أن يخط مسيرة رياضية لامعة تميزت بالعطاء الغزير والكلام القليل بفضل موهبته الفذة كما حقق شهرة واسعة خارج تونس أمنت له لاحقا فرص عمل جيدة في مجال التحليل الفني لمباريات كرة القدم على قناتي "اي ار تي" ثم قناة الجزيرة الرياضية.
ولكن طارق نفسه ربما لم يدر بخلده أن يمتهن في يوم ما، بعد اعتزاله لعب الكرة، التحليل الرياضي في وقت كان يفترض أن يكون أحد المهندسين للمستقبل الكروي لفريقه الترجي الرياضي في حديقة الرياضة "ب" وللكرة التونسية عموما غير أن الواقع "السياسي الرياضي" لم يكن ليتفق مع طموحات لاعب القرن في اختصاصه الأصلي من أجل تطوير لعبة كرة القدم على الرغم من الفترات القصيرة التي قضاها بين رئاسة فريقه المهد جمعية أريانة ونائبا لرئيس الترجي عام 2008.
والواقع أن علاقة طارق ذياب بأركان نظام بن علي لم تكن تتسم بالتجاوب بدءا بعلاقته برئيس الترجي السابق وصهر الرئيس المخلوع سليم شيبوب. كما أن النجم كثيرا ما كان يثير الجدل ببعض تصريحاته ومواقفه الجريئة ضد رموز النظام البائد وأولهم المسؤولين على القطاع الرياضي الذين كانوا يلعبون أدوارا سياسية بامتياز في إطار التعبئة الدعائية للنظام.
وهناك حادثة يذكرها الجمهور الرياضي جيدا عندما امتنع طارق عن مصافحة وزير الرياضة عبد الله الكعبي يوم فاز الترجي بكأس تونس في 2008 وأدى ذلك إلى بداية حرب مفتوحة بين اللاعب والنظام البائد عانى خلالها طارق ذياب وعائلته كثيرا من تضييقات المؤسسة الأمنية.
اليوم هناك من يعتبر طارق ذياب "مناضل رياضي" أنصفته الثورة كما أنصفت غيره من الحقوقيين والمناضلين السياسيين وها أنه يعود اليوم إلى الساحة ليس كمدير فني ولا رئيس نادي أو رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم كما كان يأمل، ولكن كوزير للرياضة دفعة واحدة. وهو تعيين يحتاج إلى التفسير والإقناع بالنسبة إلى معارضي مرشح حركة النهضة لوزارة الرياضة.
فطارق الذي حصد برجله اليسرى إنجازات رياضية لا يستهان بها والقادم من خارج الأطر الحزبية لا يمكن عمليا تصنيفه ضمن وزراء "التكنوقراط" في التشكيلة الحكومية الجديدة اذ تحوم شكوك حول أهليته الفنية والإدارية، نظرا لافتقاده إلى شهادات عليا والى تكوين علمي، ما يعوق مهمته في تسيير دفة الوزارة والتخطيط لإعادة تأهيل الرياضة التونسية والتي تتجاوز حتما مشاغل كرة القدم. بل إن هناك من يعتبر وجود اسم طارق ذياب على لائحة الوزراء لا يخرج عن كونه تسويقا لحكومة الجبالي التي تسعى لكسب ثقة الجمهور الرياضي العريض وان كان هذا على حساب عنصر الكفاءة والفاعلية.
لكن مهما يكن من أمر فإن المنصب المؤقت بحد ذاته قد يمثل أفضل رد للاعتبار للاعب القرن في تونس بعد الثورة، ومع ذلك فإن الكعب العالي لطارق على الميادين قد لا يكفي وحده لرسم خارطة طريق جديدة للرياضة التونسية تتماشى مع تطلعات الجمهور.
|
طارق القيزاني |