برزت التجاذبات والانشقاقات داخل الحزبين المتحالفين في الترويكا مع حركة النهضة على السطح بصفة صادمة قبل الإعلان الرسمي عن تشكيلة الحكومة الجديدة…
تونس: حقائق صادمة من الغسيل الداخلي للمؤتمر والتكتل |
برزت التجاذبات والانشقاقات داخل الحزبين المتحالفين في الترويكا مع حركة النهضة على السطح بصفة صادمة قبل الإعلان الرسمي عن تشكيلة الحكومة الجديدة.
فبعد المناوشات المدوية بين أعضاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ظهرت بوادر أزمة حقيقية بين قيادات حزب التكتل، الذي شابته موجة من الاستقالات في الآونة الفارطة.
كما شهدت الأيام الأخيرة معركة حامية الوطيس بين قيادات المؤتمر، وهو معسكر رئيس الدولة المؤقت منصف المرزوقي، رغم دعواته إلى هدنة سياسية بستة أشهر.
لكن التخاصم على المناصب الوزارية والكراسي دفع ببعض قيادات المؤتمر إلى التكشير عن أنيابهم، وتراشق القياديين عبد الرؤوف العيادي والطاهر هملية بأسوأ الاتهامات.
وتأتي هذه المناوشات بعدما تقدّم منصف المرزوقي يوم تسلمه رئاسة الجمهورية باستقالته من الأمانة العامة لحزب المؤتمر طبقا للقانون المنظم للسلطات العمومية المؤقتة.
لكن الإعلان عن تعيين الأستاذ عبد الرؤوف العيادي خلفا له في ذلك المنصب قوبل بسخط كبير من قبل بعض قيادات المؤتمر، وتمّ سحب الأمانة منه وتسليمها إلى الطاهر هميلة.
واعتبر المحامي عبد الرؤوف العيادي أنّ سحب البساط منه انقلابا غادرا عليه، لكن عمّ الطاهر هميلة اتهمه بأنه هو من سعى للانقلاب أولا على قرار المكتب السياسي للحزب، بإعداد قائمة أخرى بأسماء مرشحين للمناصب الوزارية عن المؤتمر.
وبين أن العيادي بعدما تم تعيينه بالأغلبية خلفا للمنصف المرزوقي حاول إخراج الحزب من التحالف الثلاثي، وهو ما دفع بالمكتب السياسي إلى سحب الأمانة منه.
ومن المقرر أن يجتمع اليوم الأربعاء المكتب السياسي لحزب المؤتمر وذلك للبت في رئاسة الحزب من إلى غاية يوم 8 جانفي تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني للحزب.
وغير بعيد عن التجاذبات داخل المؤتمر يعيش حزب التكتل على وقع العديد من الانقسامات والاستقالات. فقد شهد الحزب موجة من الاستقالات عرفتها جامعة أريانة للحزب بسبب ما اعتبره المنشقون سياسة إقصاء انتهجتها القيادة المركزية ضدّ جهة أريانة.
وعبّر العديد من المنخرطين في حزب التكتل عن رفضهم لتحالف حزبهم مع حركة النهضة، وتجمعوا عديد المرات أمام مقر الحزب العاصمة للتعبير عن استيائهم من ذلك.
ويرى القيادي في التكتل خميس قسيلة أنّ حزب التكتل انحرف على مساره الحقيقي، مشيرا إلى أنّ مناضلي الحزب أصبح يراودهم الشك والحيرة في اختيارات الحزب.
وأطلق خميس قسيلة، في حوار على شمس أف أم، أمس الثلاثاء، انتقادات حادة لتوجهات الحزب، قائلا إنّ "التكتل بدل أن يكون في ائتلاف أصبح في اصطفاف".
كما كشف بأنّ هناك قوى خارجية تسعى إلى فرض قرارها على تشكيلة الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه تمّ استبعاد مرشح التكتل خيام التركي ابن أخت مصطفى بن جفر من تولي حقيبة المالية بسبب تورط شخصيات إماراتية في قضايا فساد.
ودفعت الانتقادات التي أطلقها قسيلة بشأن تكتم حزب التكتل عن سبب استبعاد خيام التركي من وزارة المالية وغيرها من الانتقادات، الناطق الرسمي باسم الحزب السيد محمد بنور للرد عليه بقوة.
واتهم محمد بنور زميله خميس قسيلة بأنه مجرد تجمعي ومن مناصري النظام السابق، واتهمه بأنه ساهم بالتنسيق مع الرئيس المخلوع في إزاحة كل من المنصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر.
وأكد أنّ أنه تمّ في عهد بن علي مكافأة قسيلة على "دوره القذر" مرّة بمنحه خطة بسفارة تونس بباريس ومرّة بتعيينه في ديوان وزارة التعليم العالي، وفق قوله.
وأضاف بأن "قسيلة لا يملك الحق البتة لكي يتحدث بإسم أعضاء وأبناء الحزب كما ليس من حقه أن يقدم دروساً في النزاهة"، وفق تصريحه.
تصريحات مدوية وخطيرة قد تفتح أبواب الانقسامات على مصرعيها داخل هذا الحزب أو ذلك، وتوحي بأنّ المرحلة القادمة ستكون مرحلة نشر الغسيل.
|
خميس بن بريك
|