قال منصف المرزوقي رئيس تونس المؤقت ان ما تحقق من نجاح سياسي في البلاد لا يمكن أن يستمر إذا كانت “ماكينة ” الاقتصاد واقفة مشيرا إلى إمكانية تطبيق القانون في حال استمرت الإعتصامات…
المرزوقي: الإعتصامات تطعن تونس في الظهر وقد نضطر لتطبيق القانون إذا استمرت
قال منصف المرزوقي رئيس تونس المؤقت ان ما تحقق من نجاح سياسي في البلاد لا يمكن أن يستمر إذا كانت "ماكينة " الاقتصاد واقفة مشيرا إلى إمكانية تطبيق القانون في حال استمرت الإعتصامات.
ونبه المرزوقي لدى لقائه صباح الجمعة رجال الأعمال بمقر اتحاد الأعراف أن إلى السياسة وحدها لا تصنع سعادة المواطن بل يلزمها الخبز الذي يوفره الاقتصاد.
وأضاف الرئيس المؤقت أن رجال الأعمال لهم كامل الحق في الشعور بالخوف من المستقبل بسبب ما يعانونه من اضطرابات في أنشطتهم في ظل تواصل موجة الإعتصامات والاحتجاجات. واعتبر أن هذه الاعتصامات هي عمليات انتحارية وهي عبارة عن طعن تونس في الظهر.
غير أن المرزوقي رفض الإلقاء بكامل اللوم على المعتصمين والمحتجين، إذ أن مطالبهم حسب رأيه غالبا ما تكون مشروعة ومبررة جراء ما يعانونه من فقر وبطالة وخصاصة وتردي في الأوضاع المهنية بعد 50 سنة من التهميش والظلم والقهر.
ويتسم المشهد في رأيه بمعادلة صعبة، فمن جهة عجلة الاقتصاد مهددة بالوقوف والمستثمرون قلقون من الوضع، ومن جهة أخرى المطالب مشروعة وليست كلها بغاية التخريب أو وضع العصا في العجلة دون موجب. ومن هذا المنطلق يجب حسب رئيس الجمهورية المؤقت ايجاد الحلول الكفيلة بالتوفيق بين المصلحتين.
وعاد المرزوقي للتذكير بأهمية الهدنة التي دعا إليها سابقا وتوجه للمعتصمين قائلا إنه إذا لم تتحقق مطالبهم خلال هذه الهدنة فإنه سيتحمل المسؤولية كاملة والمهم هو ان يعطي الجميع فرصة لهذه الحكومة لتعمل وتعيد الانتعاشة للإقتصاد خلال هذه الفترة ثم تأتي المحاسبة. فالحكومة الجديدة في رأي المرزوقي "ستكون جدية وبرنامجها جدي أيضا، ولا خوف من هذه الناحية".
ولكن في سياق آخر حاول الرئيس المؤقت طمأنة رجال الأعمال بالقول إن تفهم مطالب المعتصمين لا يعني أننا سنترك لهم كامل الحرية لتعطيل عجلة الاقتصاد، بل سيأتي يوم نضطر فيه لتطبيق القانون عليهم.
واعتبر منصف المرزوقي أن الدولة تتعهد تجاه رجال الأعمال بتوفير الأمن والاستقرار وبتطوير الإدارة وبقضاء مستقل وبمنع الفساد والرشوة والابتزاز "الحكومي" والجبائي على غرار ما كان يقوم به النظام السابق.
لكن من جهة أخرى اعتبر أن رجال الأعمال لهم بدورهم واجبات تجاه الدولة والمجتمع وهي احترام حقوق الشغالين والابتعاد عن الجشع واحترام البيئة ودفع الضرائب والمساهمة في مقاومة البطالة.
وعبر رئيس الجمهورية عن تخوفه من امكانية عودة الثورة أو نشأة ثورة داخل الثورة إذا ما تواصل الوضع الاقتصادي على ما هو عليه الآن، فالأمر يتعلق بقوت التونسيين جميعا وبكرامتهم، والجائع وفاقد الكرامة يمكن أن ننتظر منه كل شيء.
وكانت وداد بوشماوي رئيسة اتحاد الأعراف قد أكدت في مداخلتها على ان رجال الأعمال ساهموا في انجاح الثورة من خلال عدم توقفهم عن العمل فلم تغب بذلك أية مادة حساسة عن السوق طيلة الأشهر الماضية لكنهم اليوم باتوا متوجسين من تعطيل أعمالهم بالاعتصامات والاحتجاجات ونقص الأمن وهو ما قد يدفعه للتفكير في التقليص من النشاط أو التوقف عنه تماما إذا ما تواصل الحال على ما هو عليه الآن.
وأكدت بوشماري أن رجال الأعمال سيكونون على العهد لحماية الاقتصاد الوطني ولتوفير الشغل.