تونس- “التبندير”.. من “الكاشكول البنفسجي” إلى البرنس البني!

يا للعار! مازال مدح الملوك والنفاق والتطبيل جاثما على عقول بعض التونسيين الذين تطبعوا مع النظام السابق وبلغ بهم الأمر إلى مبايعة المخلوع إلى رئاسة 2014 ولم يمض سوى أشهر عن انتخابات 2009…



تونس- “التبندير”.. من “الكاشكول البنفسجي” إلى البرنس البني!

 

يا للعار ! مازال مدح الملوك والنفاق والتطبيل جاثما على عقول بعض التونسيين الذين تطبعوا مع النظام السابق وبلغ بهم الأمر إلى مبايعة المخلوع إلى رئاسة 2014 ولم يمض سوى أشهر عن انتخابات 2009.

 

"يحيا بن علي… و"ربي يعيشك…" "وربي يخليك…" والزغاريد والاصطفاف الطويل لمصافحة المسؤولين هي سلوكيات ما تزال قائمة رغم أنّنا حسبنا أن الثورة ستقطع مع تقاليد الماضي التعيس.

 

ففي إعلامنا تربى جزء كبير من الإعلاميين على التزلف والتملق والنفاق والكذب والتطبيل، وها هو جزء منهم اليوم عادوا لسالف صناعتهم المفضلة ليشحنوا تقاريرهم بمديح الرئيس والوزير "ذو اللحية الخفيفة والابتسامة العريضة"، كما وصف أحدهم حمادي الجبالي.

 

وترى من كان يخصص صفحاته الأولى من جرائده المبتذلة ومضامين مواقعه الالكترونية المقرفة لمديح أصهار بن علي وبقايا نظامه، تحول سندا قويا للوجوه الصاعدة إسلاميا كان أو غيره..

 

وهناك من الصحفيين ورؤساء التحرير ممن كانوا يتمتعون بالامتيازات والهدايا والإعفاء الضريبي (…) وكانوا يشنون حروبا شعواء على الإسلاميين والمعارضين تحت قيادة ولي نعمتهم بن علي نزعوا "الكشكول البنفسجي" وأصبحوا اليوم "تقاة" وأطلقوا لحاهم ولبسوا جبة الحزب الحاكم وبرنسه.

 

عجيب أمر هذه البلاد وهذه العباد !

 

لقد تفاجأت صبيحة الجمعة لرؤية طابور من أعوان الأمن الواحد حذو الآخر لحراسة رئيس الدولة منصف المرزوقي الذي زار الاتحاد العام التونسي للصناعة والتجارة، في مشهد أعاد لذهني صورة ما كان عليه الحال في عهد بن علي.

 

وما أشبه اليوم بالبارحة لما صعد بن علي إلى الحكم وقام بزياراته المتتالية لعدد من البلدات التي أطلقت نساؤها زغاريدهن وصفق الشيوخ والصغار "يحيا يحيا…".

 

فاليوم نشاهد كيف صاحبت زيارات المرزوقي حالة من الصخب الاجتماعي والأهازيج المختلطة بالزغاريد والهتافات والتصفيق والتطبيل حيثما حلّ…

 

لقد شاهدت إحدى زميلاتنا الصحفية بأمّ أعينها كيف ارتدى بعض رجال الأعمال في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة البرنس (عن قصد) تماهيا، أو قل تزلفا وتملقا للرئيس الوقتي المرزوقي !

 

يا حسرة على العباد لا يجيدون سوى صناعة الماضي. وما بالطبع لا يتغير.

 

خميس بن بريك

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.