تسيطر الأضواء الباهرة على أروقة الفضاء التجاري وسط العاصمة “شامبيون- كارفور” الذي تزينت جنباته بالبالونات الهوائية الملونة والأضواء اللامعة…
الاحتفال برأس السنة الجديدة: التونسي بين السهرات ولمة الأحباب |
تسيطر الأضواء الباهرة على أروقة الفضاء التجاري وسط العاصمة "شامبيون- كارفور" الذي تزينت جنباته بالبالونات الهوائية الملونة والأضواء اللامعة. ويستعد هذا الفضاء على غرار العديد من الفضاءات التجارية لاستقبال الحرفاء الذين يستعدون للاحتفال برأس السنة الميلادية الأولى بنكهة جديدة بعد الإطاحة بالديكتاتور بن علي. وقبل ساعات قليلة من بداية السنة الجديدة 2012 التحقت السيدة عايدة الإمام مرفوقة بأبنائها الثلاثة بالفضاء التجاري لاقتناء ما يلزم عائلتها للاحتفال برأس السنة الميلادية وشراء بعض المواد لإعداد الكعكة. وعلى عكس بعض التونسيين لا تخير عايدة اقتناء المرطبات من المحلات فهي تفضل إعدادها في المنزل. وتقول عايدة للمصدر إنها اعتادت طهي المرطبات في بيتها لأنها لا تثق في المحلات الخارجية. كما أكدت أنها لا تقتني المأكولات من المطاعم المزدحمة في مثل هذه المناسبات بل أنها ستقضي آخر يوم في سنة 2011 في المطبخ لإعداد أكلة الاحتفال. وتضيف عايدة سأقوم بإعداد الدجاج المشوي الذي اعتبرته عادة لا بد منها ولا يجوز نسيانها خصوصا ليلة رأس السنة الميلادية". وفي العادة، يخير الكثير من التونسيين في احتفالات رأس السنة الميلادية اقتناء أكلاتهم جاهزة من المحلات والسهر ليلا خارج المنازل. غير أنه لا يتوقع أن تنتعش السهرات الخارجية نهاية هذا العام بسبب الظرف الأمني والاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد. وتقول عايدة "أفضل البقاء في المنزل ومتابعة مظاهر الفرح من خلال شاشة التلفاز على الذهاب إلى المطاعم". وأرجعت عايدة ذلك أساسا إلى خوفها على سلامة عائلتها من بعض "المتهورين" على طريق السيارة. ولا يكترث البعض لمثل هذه المخاوف بل أنهم يفضلون عدم القفز على المناسبة التي يعتبرونها مفصلية في كل موسم. ويقول لطفي العياري المشرف على الرقابة في الفضاء التجاري للمصدر إن الفضاء يشهد إقبالا كبيرا من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية من أجل اقتناء المرطبات والهدايا والألعاب. لكنه أشار إلى غلاء الأسعار التي تعيقه على الاحتفال بهذه المناسبة في أحسن حال، وتذمر من تجمهر أعداد غفيرة أمام محلات بيع المرطبات والمطاعم. وقال إنه "يداوي الغلاء والإزدحام بالإجتماع بالأقارب والأصدقاء في البيت والأكل سوياً ومتابعة البرامج والسهرات التلفزية". وتأمل النزل السياحية والمطاعم الفاخرة في تحسين مداخيلها بمناسبة رأس السنة لكن على الرغم من التخفيضات التي أعلنت عنها في مختلف وسائل الإعلام إلا أنها لا تبدو في متناول المواطن التونسي ذو الدخل المحدود. ويتوقع أن يقتصر السهر في مثل هذه الفضاءات على فئات محددة لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد. وقال الشاب سمير للمصدر إنه سيحرص مع أصدقائه على استقبال الساعات الأولى للعام الجديد، كما تعود سنويا، في إحدى العلب الليلية. وعلى عكس سمير فإن الاحتفال برأس السنة الميلادية قد لا يعني شيئا لبعض التونسيين الذي يعتبرونه بدعة غربية دخيلة على المجتمع التونسي. ويقول السيد حاتم الونيسي سائق تاكسي إنه لا يحتفل بالسنة الميلادية، مشيرا إلى أنه يحرص على الاجتماع مع زوجته وأطفاله وأفراد عائلته للاحتفال سنويا برأس بالسنة الهجرية وميلاد الرسول. ويتساءل "لماذا التونسي يتبع الغرب في طريقة الأكل واللباس فقط ولا يتبعه في مجالات أخرى كالصناعات المتقدمة والتكنولوجيا وفي مسائل حقوق الإنسان واحترام الآخر؟". ومع كل ذلك يظل القاسم المشترك بين التونسيين هو الأمل بأن يكون العام الجديد عام التجسيد الفعلي لنجاح الثورة عبر التنمية والانتعاش الاقتصادي، والعدالة الاجتماعية التي ضحى من أجلها شهداء الثورة.
|
ريبورتاج : رحمة شارني |