فقر وبطالة وتهميش وإقصاء…… كلمات تلخص الواقع الأليم لمناطق الشمال الغربي التي تناستها جل السياسات التنموية منذ السنوات الأولى للاستقلال رغم أنها تحوى على ثروات طبيعية وأثرية هامة، لكنها حرمت من حقها …
تونس- الشمال الغربي ينتفض ضد الفقر والتهميش والبطالة |
فقر وبطالة وتهميش وإقصاء…… كلمات تلخص الواقع الأليم لمناطق الشمال الغربي التي تناستها جل السياسات التنموية منذ السنوات الأولى للاستقلال رغم أنها تحوى على ثروات طبيعية وأثرية هامة، لكنها حرمت من حقها في التنمية العادلة وغابت عن ميزانيات الدولة، فاضطر الشباب والعائلات إلى الرحيل عنها بحثا عن لقمة العيش وعن سقف من حديد لا من حطب.
ورغم معاناتها الباقية إلى اليوم لم تبخل ما كانت تسمى بمطمور روما نظرا لما كانت تدره من مواد فلاحية على الإمبراطورية على تونس بمنتوجاتها الطبيعية سواء من مياه عذبة أو حبوب أو فواكه أو خضراوات وصمدت لأجيال وأجيال قبل أن تسأم من الوعود الكاذبة وتمل من الخطب الرنانة لترنو إلى رؤية الشمس.
اليوم انتفضت بلاد الأمازيغ على أوضاعها الصعبة أملا في لفت الأنظار إليها بعد أن فضلت صابرة الصمت طيلة عام بعد الثورة واختار أهالي مكثر وكسرى وبورويس والكريب أن يشنوا إضرابا عاما شلت خلاله الحياة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، فيما خرج مواطنون وعاطلون عن العمل في بوعرادة وجندوبة وطبرقة وعين دراهم وغار الدماء وفرنانة والكاف في احتجاجات للمطالبة بالتشغيل وبالحق قي التنمية.
وينتظر الأهالي من الحكومة المؤقتة رد الاعتبار إليهم وذلك عبر إيفاد وزراء إلى هذه المناطق للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها وإيجاد حلول تنموية وفق رؤية تعتمد على مبدأ العدالة في توزيع ثمار التنمية بين الجهات مع التمييز لفائدة المناطق المنسية على غرار مناطق الشمال الغربي.
ورغم جسامة المهمة على حكومة الجبالي التي تواجه سيلا ضخما من المطالب الاجتماعية فإن بعث رسالة طمأنة إلى أهالى الشمال الغربي قد يهدأ من نفوسهم على أن تضم تلك الرسالة الخطوط العريضة لبرنامج شامل يهدف إلى تحقيق التنمية بهذه المناطق والتعهد بتنفيذه على أرض الواقع مع تحديد جدول زمني لمختلف مراحل المشروع.
ويعانى الشمال الغربي من ارتفاع كبير في نسبتي البطالة والفقر ومن تردى الأوضاع الاجتماعية لأغلب السكان إلى جانب الافتقار إلى مظاهر الحياة المحترمة. فالبنية التحتية هزيلة والطرقات المعبدة تعد على أصابع اليد فيما تكاد المؤسسات التثقيفية والترفيهية أن تنعدم وتقل المؤسسات الصحية والتربوية والجامعية.
والشمال الغربي يحتوى على أراضى خصبة وشاسعة ومساحات سقوية هامة وموارد مائية قابلة للتعبئة بفضل أهمية المياه الجوفية ومياه السيلان وشبكة من المياه المعدنية فضلا عن مدخرات من المواد الإنشائية كالرخام والجبس والرمل والطين وكذلك تحتوى على معالم أثرية متنوعة وموروث حضاري هام وثروة غابية هامة ومتنوعة.
|
مريم التايب |