استئناف محاكمة قناة نسمة: منع تصوير المداولات وأجواء مشحونة أمام المحكمة

استأنفت المحكمة الابتدائية بتونس، الاثنين 23 جانفي 2012، محاكمة مدير قناة "نسمة" نبيل قروي على خلفية عرض الفيلم الإيراني "برسيبوليس"، والذي أثار جدلا في شهر أكتوبر 2011، بسبب ما تضمنه من لقطات التي تجسد الذات الإلهية.

وحضر الاثنين ضمن فريق الدفاع عدة شخصيات معروفة من بينهم رئيس الحكومة المؤقتة المتخلية الباجي قايد السبسي الى جانب كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والطيب البكوش وزير التربية في الحكومة المتخلية.

وقررت المحكمة منع تصوير المداولات على الصحافيين ما خلق حالة استياء بين ممثلي وسائل الإعلام . وتم إخراج مندوب المصدر من قاعة المداولات بعد التقاطه لصورة لسير المرافعة.

وتسيطر حالة من الأجواء المشحونة أمام المحكمة الابتدائية بتونس في حضور مجموعات سلفية ترفع شعارات دينية وتطالب بمحاكمة نبيل القروي مدير قناة نسمة.

وبعد شهرين من جلسة أولى سادتها الفوضى، يمثل مدير القناة نبيل القروي أمام المحكمة وهو ملاحق بتهم "المشاركة في النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة".

وعرض الفيلم في السابع من شهر أكتوبر الماضي في خضم الحملة الانتخابية لانتخاب المجلس التأسيسي، وأثار موجة غضب وعنف وذلك قبل أسبوعين من الاقتراع.

والسبب لقطة تجسد الذات الإلهية ولكن أيضا ترجمة "فجة" للحوار إلى اللهجة التونسية.

وحاولت مجموعات سلفية متطرفة مهاجمة مقر القناة في العاصمة. وقدم نبيل القروي حينها اعتذاره على بث الفيلم، لكن التظاهرات التي قادها سلفيون استمرت. وفي 14 أكتوبر الماضي ألقى مهاجمون زجاجات حارقة على منزل القروي لكنه لم يكن وأسرته في المنزل.

ويرافع الكثير من المحامين بينهم الناشطة الحقوقية راضية النصراوي عن القناة خلال محاكمة الاثنين التي يحضرها ممثلون عن منظمات غير حكومية دولية.

بالمقابل يتكون الطرف المدني الذي رفع الدعوى على القناة من 35 محاميا ومواطنون وجمعيات يطالبون بإدانة قناة نسمة.