“جربة في خطر”، صيحة فزع أطلقتها جمعيتا “صيانة جزيرة جربة” و”جربة الذاكرة” وعدد من الجمعيات البيئية والتنموية بالجهة خلال اليوم التحسيسي السبت الماضي حول الوضع البيئي والانتهاكات التي يتعرض لها المشهد الطبيعي …
جزيرة جربة تستغيث بسبب السطو المنظم على تراثها |
"جربة في خطر"، صيحة فزع أطلقتها جمعيتا "صيانة جزيرة جربة" و"جربة الذاكرة" وعدد من الجمعيات البيئية والتنموية بالجهة خلال اليوم التحسيسي السبت الماضي حول الوضع البيئي والانتهاكات التي يتعرض لها المشهد الطبيعي والمعالم التاريخية بجربة. وكان الهدف من هذه التظاهرة التحسيس بالمخاطر البيئية التي تتهدد الجزيرة وألحقت أضرارا بالمواقع الطبيعية والمعالم التاريخية من تربة وشواطئ ومساجد ونخيل وزياتين. استدفت هذه المخاطر والخروقات الآثار البونية والرومانية والعثمانية وشوهتها وأفقدتها قيمتها الجمالية والإبداعية والوظيفية بما يستدعي وقفة حازمة وتحركا عاجلا من قبل مكونات المجتمع المدني والجمعيات لوقف النزيف. وتتنزل هذه التظاهرة التي واكبها عدد هام من الناشطين في المجتمع المدني والغيورين على الجزيرة في إطار الجهود والمبادرات الرامية إلى الانفتاح على كل مكونات المجتمع من اجل إيجاد صيغ للتصدي لمختلف الانتهاكات. وتم في إطار هذه التظاهرة التحسيسية تنظيم جولة ميدانية للاطلاع على حجم الانتهاكات والدمار الذي لحق بالجزيرة من خلال زيارة عدد من المواقع على غرار كوز الرمل وظهرة عدلون والسوق القبلي أغير وصد غيان. ومكنت هذه الزيارة الميدانية من الوقوف على حقيقة الاستغلال العشوائي للتربة بظهرة عدلون كموقع نادر بالجزيرة يتميز بارتفاعه وما أقدمت عليه إحدى شركات المقاولات الخاصة المكلفة بتعبيد طريق بالجزيرة من خلال استخراج التربة وجرفها دون ترخيص إداري لاستعمالها في تعبيد الطريق. كما طال الاستغلال العشوائي للأتربة الملك العمومي البحري وشل الحركة الطبيعية البحرية الساحلية مما ساهم في ركود مياه البحر وتكدس الرواسب المكونة من الرمل وبقايا الأعشاب والحيوانات البحرية وتآكل شاطئ اغير. وألحقت الاعتداءات من ناحية أخرى أضرارا بعديد المعالم التاريخية ذات القيمة الفنية والحضارية الهامة وخاصة منها المساجد والزوايا وتخريبها بحجة البحث عن الكنوز او بتشويهها بتغييرات لا تتسم وخصوصياتها الإبداعية. وتحولت من جهة أخرى المقابر الرومانية و البونية إلى مقاطع حجارة تستعمل كمواد بناء. والتأمت في إطار هذه التظاهرة كذلك حلقة نقاش ضمت عديد المتدخلين الذين اجمعوا على أن الوضع الراهن والانتهاكات المسجلة بالجزيرة يستوجبان تدخلا عاجلا. وتقدموا بجملة من المقترحات والأفكار للحد من هذه الخروقات وإيجاد آليات وتصور لحماية الموروث الحضاري والتاريخي. وتنص المقترحات بالخصوص على تكوين لجان لمتابعة القضايا المرفوعة بشأن بعض الانتهاكات واتخاذ التدابير الضرورية للتصدي بكل حزم وميدانيا لكل عملية نهب وإتلاف للمخزون التراثي الجربي خاصة ان مثل هذه العمليات قد أثبتت جدواها فضلا عن متابعة الوضع عن كثب. كما أكد المشاركون ضرورة تكثيف العمل التحسيسي والتوعوي بمخاطر الانتهاكات وبأهمية الحفاظ على الموروث الطبيعي والتاريخي بجربة وتشريك الناشئة في نشر الوعي البيئي وكذلك انفتاح الجمعيات الناشطة في المجال على بقية مكونات المجتمع المدني لتوحيد الجهود من اجل إنقاذ هذا التراث الحضاري والتاريخي والبيئي.
|
وات |