تعيش أغلب دول العالم هذه الأيّام على وقع موجة من البرد غير مسبوقة بما أدّى إلى عديد الوفايات خاصّة في الدّول الأوروبيّة. وفي بلادنا تونس الّتي تجرّأت في …
القرارات “المبدئية” تبدأ من عين دراهم أم سوريا؟ |
تعيش أغلب دول العالم هذه الأيّام على وقع موجة من البرد غير مسبوقة بما أدّى إلى عديد الوفايات خاصّة في الدّول الأوروبيّة. وفي بلادنا تونس الّتي تجرّأت في سابقة ديبلوماسيّة مفاجئة على طرد السّفير السّوريّ – الّذي يبدو بحسب آخر الأخبار أنّه لم يكن موجودا بتونس لأنّه لم يكن يقم بمهامّه طوال الفترة الأخيرة بسبب الأوضاع في كلّ من تونس وسوريا – يعيش مواطنونا خاصّة منهم القاطنين بالغرب وبالمرتفعات أوضاعا صعبة ومزرية. طبعا العلاقة غير الواضحة بين الخبرين صنَع منها المتابعون للشّأن العامّ من خلال المواقع الاجتماعيّة مفارقة مضحكة،إذ لاحظنا كيف عمَد روّاد هذه المواقع إلى وضْع صور تكشِف مأساة بعض التّونسيّين مُشْفَعة بتعاليق تتحدّث عن الفرحة بقطع العلاقات الدّيبلوماسيّة مع سوريا. من البيّن أنّ السّخريّة مردُّها لامبالاة حكومة الجبالي بما يعتبره المواطنون أولويّة في مستوى ضرورة الانتباه إلى أوضاع الفقراء والمحتاجين بالدّاخل قبل الانشغال بالقضايا الخارجيّة في شكل مزايدات لن نجني منها شيئا. أمّا ما وردت به آخِرُ الأخبار في هذا السّياق فما تمّ نسبته إلى وزير التّجهيز الّذي صرّح لإذاعة " شمس ف م " بأنّ أهالي عين دراهم متعوّدون على البرد والثّلوج، وأمّا المتسّببون في الفزع فهم الّذين جاؤوا ليتفرّجُوا على الثّلوج. طبعا لا يمكن أن يفوتنا أن نذكّر السّيد الوزير أنّ بعض الأحزاب ومنها ما هو في الحكومة انتهز الفرصة للعمل بدلا من الحكومة باسم حزبه لغايات لا شكّ أنّ السّيد الوزير يعلمها! وقبل الختام أنقُل لحكومتنا الرّائدة في العلاقات الدّوليّة آخر ما وجدته من رسائل وهي كثيرة. تقول الرّسالة:" بلّغواحكومتكم ضرورة التّحرك العاجل لإغاثة سكان الشّمال الغربي بعد أربعة أيام من تساقط الثلوج دون انقطاع فالوضع متردّ جدا ذلك أنّ وسائل التدفئة منعدمة أو تكاد،والمواد الغذائية شبه مفقودة والطرقات مقطوعة إضافة إلى نقص فادح في المعدات الميكانيكية لجرف الثّلوج وتسهيل حركة السّير قصد التّزود بالضّروريات اليوميّة …" ونُضيف أنّ آخر الأخبار تتحدّث عن وفاة طفلة عمرها عشر سنوات بعين دراهم بسبب البرد. من المؤكّد أنّ مثل هذا الخبر ليس بالخبر السّار لا لأهالينا في الغرب من تالة إلى القصرين إلى جندوبة. ولا هو بالخبر السّعيد لكلّ أهالينا ببقيّة الجهات سواء الّذين ذهبوا لزيارة مرتفعات الغرب التّونسيّ أو الّذين لازموا "ديارهم"..أمّا بالنّسبة إلى حكومتنا فننتظِر ردّها على هذا الخبر وأمثاله ممّا قد تحمله السّاعات القادمة.. اللّهم اِحْمِ أهالينا بتونس كما ستَحْمِي – بشفاعة رئيس حكومتنا – رعايانا بسوريا إذْ بات من المؤكَّد أنّ لا ملجأ لنا سواك.
|
صالح رطيبي/إعلامي من تونس |