تتالت الاستقالات الجماعية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، الذي يضمّ حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية…
أي مصير للمستقيلين من حزب التكتل من أجل العمل والحريات؟ |
تتالت الاستقالات الجماعية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، الذي يضمّ حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية.
وبدأت الاستقالات من حزب التكتل بعد إعلان جامعة التكتل بأريانة عن استقالاتها ثمّ تلتها استقالة جماعية بجامعة التكتل بتاكلسة، وسرعان ما تسارعت وتيرة الانفصال لتشمل استقالة عديد المنخرطين بعدة معتمديات بمدن الكاف ونابل وقليبية وبني خلاد وسوسة وغيرها.
ومنذ أيام أعلن القيادي في حزب التكتل خميس قسيلة وهو أيضا عضو بالمجلس التأسيسي عن استقالته من التكتل، وهي تعتبر استقالة مدوية في حزب احتل المركز الثالث في الانتخابات الماضية بفوزه بعشرين مقعدا، من بين 217 مقعدا.
وعقد المستقيلون من حزب التكتل من أجل العمل والحريات، الذي يرأسه الأمين العام مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي، مؤتمر صحفيا، الخميس، لاطلاع الرأي العام عن أسباب استقالاتهم.
ويقول نجيب قصة وهو عضو مستقيل من الحزب إنّ موجة الاستقالات التي تعصف بالتكتل جاءت ردا على "انسلاخ الحزب عن مبادئه الوسطية وسوء تعامل قيادته مع بقية المنخرطين".
وركز نجيب قصة على الجانب الأخلاقي لتعامل قيادات التكتل في إشارة إلى مصطفى بن جعفر، الذي اتهمه بعدم احترامه للمنخرطين والمناضلين في الحزب.
من جهته، قال حافظ بناني أحد المستقيلين عن جامعة التكتل بسوسة إنّ قيادة الحزب تعاملت باستهتار مع القاعدة والمناضلين، مشيرا إلى أنّ مصطفى بن جعفر اعتبرهم من الدرجة الثالثة في الحزب ولا يشكلون بالنسبة إلى الحزب أي أهمية.
ويرى بدوره البناني أنّ حزب التكتل حاد عن مبادئه بعد تحالفه مع حركة النهضة الإسلامية، مشيرا إلى أنّ الأمين العام لحزب التكتل رفض الإنصات إلى أعضاء الحزب بسوسة بشأن تساؤلاته حول هذا التحالف الحكومي.
من جهة أخرى، انتقد محمد الهادي السليماني وهو الكاتب العام السابق لشباب التكتل عن ولاية تونس طريقة تصرف قيادات التكتل، وأشار إلى غياب مبدأ الشفافية في التعامل من ذلك أن عديد المنخرطين لم يتسلموا انخراطاتهم رغم مرور سنة عن انضمامهم للحزب.
وحسب تقديرات بعض المستقيلين يقدر عدد الأشخاص الذين لديهم انخراط في التكتل وانفصلوا عنه، ما بين 1500 و2000 مستقيل. لكن يرجح أن يكون عدد الاستقالات أكبر باعتبار أن الكثير من الأعضاء، الذين لا يمتلكون انخراطات، استقالوا من التكتل.
وبشأن مستقبل هذه الكتلة المستقيلة وعما إذا كانوا يفكرون في تكوين حزب جديد أم سينضمون لإحدى التنظيمات السياسية الجديدة أو الانصهارات المرتقبة، تقول أمينة رقيق، إحدى المستقيلات، إن المستقيلين بصدد درس مستقبل عملهم السياسي.
وأشارت إلى أن لديهم آراؤهم وقناعاتهم وأنهم لا يتبعون أيّ شخص، في ردّ على بعض الأنباء بأنّ المستقيل خميس قسيلة ينوي تشكيل حزب يضمّ كافة المستقيلين عن التكتل.
ولا يعلم إلى حدّ الآن ماذا ستكون توجهات هؤلاء المستقيلين، لكن من غير المستبعد أن يتم استقطابهم من بعض التحالفات الجديدة التي بدأت تطل برأسها على الساحة السياسية في تونس.
|
خميس بن بريك |