مرت سنة بالتمام والكمال على الثورة التونسية التي ألقت بظلالها في الموسم الفارط على النشاط الرياضي بوجه عام وكرة القدم على وجه الخصوص ودفعت المشرفين على البطولة والكأس في تونس إلى منع دخول الجماهير حتى نهاية الموسم…
الكرة التونسية بعد الثورة ـ 28 حكما ضحايا العنف.. إضرابات للاعبين وأندية ترزح تحت وطأة الإفلاس |
مرت سنة بالتمام والكمال على الثورة التونسية التي ألقت بظلالها في الموسم الفارط على النشاط الرياضي بوجه عام وكرة القدم على وجه الخصوص ودفعت المشرفين على البطولة والكأس في تونس إلى منع دخول الجماهير حتى نهاية الموسم . وكان الجميع يعتقد أن انطلاق الموسم الحالي سيتزامن مع عودة الأمور إلى طبيعتها داخل ملاعبنا وإلى عودة الجمهور إلى المدرجات بعد غياب طويل، ولكن يبدو أن المؤشرات الأخيرة للمشهد الرياضي في تونس وما رافقها من تقطع في الرزنامة وانفلات أمني وتنظيمي في مباريات البطولة في الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية أصبحت تحتم أكثر من أي وقت مضى إعادة النظر في الجوانب التنظيمية للبطولة . وشهدت بداية الموسم الحالي الذي تمر جولاته رتيبة متقطعة وباهتة، تجدد ظاهرة الاعتداءات على الحكام والتي مثلت إشكالا حقيقيا يهدد النشاط الكروي في تونس فقد شهدت مباراة النادي الصفاقسي والنجم الساحلي ضمن الجولة السابعة للبطولة انفلاتا كبيرا على المدرجات ومشاحنات بين أعوان الأمن وأنصار النادي الصفاقسي أدت إلى إصابة العديد منهم إصابات متفاوتة . وكانت مباراة الاتحاد المنستيري والنادي الصفاقسي شهدت بدورها انفلاتا تنظيميا خطيرا أدى إلى توقفها ثم استئنافها بعد ذلك بعشرين دقيقة بعد أن حاول جمهور الاتحاد اقتحام أرضية الميدان كما تخللت مباراة الترجي الجرجيسي والنجم الساحلي من جهة والملعب التونسي والنجم الساحلي من جهة ثانية مشاهد مؤسفة وفوضى وأعمال شغب ومحاولات اعتداء على الحكام وتوقفت هذه المباريات لفترات قبل استئنافها تحت ضغط المسؤولين وخوف الحكام . وتعرض نحو 28 حكما في مقابلات الرابطتين الأولى والثانية إلى الاعتداء بالعنف المادي سواء من قبل الجماهير أو من اللاعبين وكان الحكم محمد البركاتي ومساعداه تعرضوا إلى الضرب من قبل أحباء لسبورتينغ المكنين في مباراته مع جمعية جربة. وقررت الجمعية التونسية لحكام كرة القدم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم الاثنين المقبل للتنديد بالاعتداءات المتواصلة على الحكام والمطالبة بحمايتهم وضمان سلامتهم . وهدد الحكام بالدخول في إضراب موفى شهر فيفري الجاري ما لم تتخذ الجامعة والسلطات الأمنية ووزارة الشباب والرياضة الإجراءات اللازمة لحمايتهم ووضع حد للاعتداءات التي تطالهم خاصة في الرابطة الثانية وبطولات الهواة . وأكد الناطق الرسمي للجمعية التونسية لحكام كرة القدم أمين برك الله أن 28 حكما في بطولتي الرابطتين الأولى والثانية تعرضوا إلى العنف البدني هذا الموسم وانتقد بشدة الأطراف المسؤولة عن التنظيم لعدم تحملها مسؤولية حماية أصحاب الصفارة وضمان سلامتهم في ظل الانفلات الأمني والتنظيمي الذي تشهده أغلب المقابلات . وحمل الناطق الرسمي أمين برك الله الجامعة والهياكل الرياضية والأندية مسؤولية العنف المسلط على الحكام وطالب اللاعبين والمدربين ومسؤولي الأندية بالخصوص بالكف عن الاحتجاجات ووضع حد لنزيف العنف والاعتداءات المتواصلة على الحكام والتي تزداد حدتها مع عدم تحرك الأطراف المسؤولة واتخاذها قرارات صارمة ورادعة لإيقاف الظاهرة . ولم تسلم المقابلات التي تدور دون حضور الجمهور من العنف والفوضى، ففي مباراة سبورتينغ المكنين وجمعية جربة في الرابطة الثانية نجح عشرات الأحباء من فريق المكنين في اقتحام أرضية الميدان والاعتداء على طاقم التحكيم واكتفت الرابطة المحترفة لكرة القدم بتسليط عقوبة مالية بأربعة آلاف دينار وعقوبة اللعب دون حضور الجمهور في 5 مقابلات لسبورتينغ المكنين . وإلى جانب تفشي ظاهرة الاعتداء بالعنف على التحكيم، تبدو الأزمة المالية التي تعيشها أغلب الأندية في تونس ظاهرة محيرة ومهددة لنشاطها، فقد أكدت مختلف أندية الرابطة الأولى والرابطة الثانية أنها تعيش على وقع الضغوطات المالية ومصاريف أجور اللاعبين والمدربين والتنقلات والتربصات وغيرها من النفقات القارة ورغم ذلك فإن المداخيل تكاد تكون منعدمة بسبب إقرار اللعب دون حضور الجمهور والذي أثر على مداخيل الأندية وجعلها ترزح تحت وطأة الإفلاس . وعبرت عديد الأندية عن احتجاجها على شركة التنمية الرياضية "البروموسبور " التي كان من المفروض أن تصرف القسط الأول من المنحة السنوية، وطالبت أيضا بحصولها على قسط من عائدات البث التلفزي حتى تتمكن من تصريف شؤونها في ظل غياب الموارد القارة من مداخيل التذاكر والاشتراكات وعائدات الإشهار . وشهدت بعض الأندية تهديدا بالإضراب عن التمارين من قبل اللاعبين للمطالبة بالأموال على غرار الأولمبي الباجي وقواقل قفصة وغيرهما في وقت تكاد فيه هذه النوادي تعلن انسحابها من البطولة في ظل الأزمة المالية العاصفة التي تمر بها . وكان رؤساء أندية الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية قد عقدوا يوم السبت اجتماعا مع المكتب الجامعي لكرة القدم لبحث الموارد المالية لها والخروج من الضائقة التي تمر بها معظم فرق النخبة والتي صارت تهدد نشاطها أكثر من أي وقت مضى .
|
حبيب بن أحمد |